تزايد سقي المحاصيل  بالمياه الملوثة ينذر بكارثة صحية في الطارف
حذرت مصالح الوقاية بالطارف ، من مغبة وقوع كارثة وبائية تهدد الصحة العمومية جراء إنتشار الأمراض المتنقلة عن طريق المياه ،أمام لجوء عشرات المزارعين لسقي البساتين و المحاصيل الفلاحية خصوصا الموسمية منها كالطماطم الصناعية ، الدلاع ، الفلفل والخضروات وغيرها، بالمياه المستعملة من الأودية وشبكات الصرف، خاصة بمناطق الجهة الغربية عبر بلديات الشط ، بوثلجة ، بن مهيدي ، البسباس ، شبيطة مختار والذرعان حيث استفحال ظاهرة السقي بالمياه الملوثة .
وأعابت المصالح المعنية على السلطات  التقاعس في عدم تفعيل اللجان المكلفة بمحاربة الأمراض المتنقلة وإتلاف المحاصيل التي يشتبه في سقيها من مصادر المياه المستعملة ، وكذا الدور السلبي للبلديات ومكاتب حفظ الصحة أمام تنصلها من مسؤولياتها في التصدي لخطر تفشي الأمراض المتنقلة عن طريق المياه ،من خلال القيام بدوريات ميدانية  بالتنسيق من المصالح الأمنية لتصدي للظاهرة  وردع المخالفين بإستعمال مختلف الأدوات القانونية، لاسيما بالمناطق التي تعرف تناميا للسقي بالمياه القذرة تحت جنح الظلام، ولجوء المخالفين لاستعمال المضخات موصلة بقنوات  بلاستيكية وحديدية أرضية نحو أراضيهم الفلاحية لسقيها خلسة عن أعين الجهات الوصية غير مبالين بالأخطار التي تحدق بالصحة العمومية ، خاصة في هذا الفصل الذي تتكاثر فيه الأمراض  المعدية وتتفشى فيه الأوبئة الفتاكة.
وأشارت مصادر إلى لجوء الفلاحين والسكان المحاذين لمجاري صرف المياه المستعملة لسقي محاصيلهم منها، أمام  مشكلة السقي  وإرتفاع درجة الحرارة ، حيث كثف  المزارعون من  نشاطهم في سقي مزروعاتهم لنضجها في أٌقرب وقت لطرحها في الأسواق ، ومنها الطماطم الصناعية وفاكهة الدلاع الموسمية ، في الوقت الذي أكدت فيه مصادرنا أن تنصل السلطات من مسؤولياتها وعدم اكتراث المصالح المعنية بالأمر  شجع الفلاحين على توسيع المساحة المسقية بالمياه الملوثة لاسيما بالمناطق المصنفة في الخانة السوداء،  المعروفة بتنامي ظاهرة سقي المحاصيل بها بالمياه المستعملة.
وهو ما أثار مخاوف السكان من مغبة إنفجار كارثة صحية لا يحمد عقباها ،وهذا بعد أن إمتدت عمليات السقي  بالمياه القذرة إلى كبرى المجاري  الملوثة والأودية الرئيسية المتعفنة كوادي سيبوس وبوناموسة، اللذين يعتبران مصدرا للتلوث ،حيث تطرح بهما مختلف النفايات والمياه الصناعية المستعملة دون معالجة من الوحدات الصناعية بالجوار ، وأردفت مصادرنا  أن الإحصائيات المتعلقة بمناطق انتشار الأمراض المتنقلة عن طريق المياه جراء السقي بالمياه المستعملة ،حددت 9نقاط سوداء بكل من شبيطة مختار ، الذرعان، اللبسباس، الشط، زريزر وعصفور ، وهو ما يستوجب يضيف المصدر إتخاذ كل الإجراءات الوقائية والتنظيمية لمحاربة  هذه الظاهرة وردع المخالفين مع إتلاف المحاصيل والبساتين التي يثبت سقيها من مصادر المياه غير الشرعية ، إلى جانب تنشيط مهام لجان مكافحة الأمراض المتنقلة ومكاتب حفظ الصحة للبلديات والمصالح المعنية من خلال تشكيل لجان مشتركة مختلطة للتصدي للظاهرة حفاظا على الصحة العمومية .
من جهتهم برر بعض الفلاحين لجوءهم في هذا الوقت للسقي   من مصادر المياه الملوثة إلى   أزمة السقي الفلاحي المطروحة بحدة، وضعف الكميات المخصصة لسقي محيط بوناموسة من سد الشافية ، مشيرين إلى أن مشكلة الري الفلاحي باتت تلقي بظلالها على نشاطهم كل صيف ،ما يدفع البعض لاستعمال مياه غير صالحة في بعض الأحيان لإنقاذ محاصيلهم من التلف ، في ظل إرتفاع تكاليف إقتناء الصهاريج لسقي محاصيلهم ، فيما قالت مصادر مسؤولة ، أنه وبعد تفعيل مهام اللجان المكلفة بالوقاية من الأمراض المتنقلة وشرطة المياه تم مؤخرا إتلاف حوالي 50هكتارا من المحاصيل الفلاحية الموسمية بالمياه المستعملة بعدة مناطق ،وقد تم وضع خط أخضر أمام المواطنين للتبليغ عن الحالات التي يشتبه  قيامهم بسقي مزروعاتهم بالمياه الملوثة، من أجل التدخل السريع وإحالتهم على العدالة  
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى