أصدرت، أمس الأحد، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة، حكما بالسجن المؤبد ضد شخص اتهم بقتل طليقته و أم أبنائه الثلاثة، عن طريق طعنها بسكين في الظهر، و ذلك أمام بيت والدتها بالمدينة الجديدة علي منجلي.
و استنادا لأوراق القضية فإن وقائعها تعود إلى يوم 7 مارس 2018، أين تلقت مصالح الشرطة اتصالا يفيد بتعرض المسماة «ع.ف” إلى عملية طعن بسكين في الظهر، و بأنها نقلت إلى مستشفى علي منجلي من قبل الحماية المدنية، أين لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بالإصابات البليغة التي لحقت بها، كما اتصلت شرطة علي منجلي بفرقة الدرك الوطني، و أخطرتها بأن الجاني، و هو المسمى «ط.ع.ا” 46 سنة، قد سلم نفسه ، و هو يحمل سلاح الجريمة المتمثل في سكين من نوع “اوبينال». و بسماع المشتبه فيه و هو طليق الضحية، قال بأنهما تزوجا سنة 2000 و بعدها وقعت بينهما نزاعات عديدة وطلقها في 2006، قبل أن يعيدها إلى عصمته في نفس السنة، غير أن الخلافات استمرت بينهما، فطلقها مجددا سنة 2017، أين منحته العدالة حضانة الأطفال القصر، الذين أصبحوا يعيشون معه، حيث كان يقطن بالوحدة الجوارية 1، قبل أن ينتقل للعيش بشقة قام باستئجارها في الوحدة 18، و على إثر ذلك  اكتـرت طليقته شقة بالقرب من مكان إقامته الجديد، و أصبح أبناؤه يتوجهون إلى مسكن والدتهم في بعض الأحيان، مضيفا بأنه أصبح يلاحظ ريبة في تصرفات طليقته، ما تسبب له في مشاكل مع زوجته الثانية، التي قامت بمغادرة بيت الزوجية.
و قال المتهم بأنه و بتاريخ الوقائع ، توجه إلى المستشفى الجامعي أين كانت طليقته هناك في جلسة علاج من سرطان الثدي، حيث اتصل بها من أجل تسليمها مبلغ 19 مليون سنتيم، غير أنها رفضت، فثار غضبه وبقي ينتظرها بسيارته إلى غاية خروجها، أين ركبت سيارة أجرة و لحق بها، إلى غاية حي كوسيدار بعلي منجلي، أين شاهدها تترجل فلحق بها مشيا على الأقدام، إلى غاية مقر سكن والدتها بالوحدة الجوارية 1.
و صرح المتهم حسب ما جاء في قرار الإحالة، أنه سمعها في تلك الأثناء تتحدث بالهاتف و تقوم بسبه و شتمه، مضيفا أنه كان يحمل سكينا من نوع “اوبينال” بحقيبته اليدوية، فتتبعها إلى داخل العمارة و أمسك بها أمام باب شقة والدتها بالطابق الأرضي ثم وجه لها لكمة إلى الظهر فسقطت أرضا، قبل أن يأخذ حقيبتها اليدوية و يغادر المكان، مصرحا بأنه توجه بعدها ليلتقي بأبنائه الثلاثة القصر في المؤسسات التربوية التي يدرسون بها، حيث ترك لإحدى بنتيه مبلغ 34 مليون سنتيم عند مديرة المتوسطة، كما سلم لطفله القاصر مبلغ 5 ملايين سنتيم، ثم توجه إلى فرقة الدرك الوطني وسلم نفسه.
و بسماع الشهود و هم من جيران والدة الضحية، أكد اثنان منهم أنهما سمعا جلبة و ضجيجا وصراخا قبل أن يجدوا المسماة «ع.ف” ملقاة على الأرض، مؤكدين بأنهما لم يتعرفا على الجاني، أما والدة الضحية، فقالت بأنها عندما سمعت الضجيج خرجت من منزلها لتجد ابنتها ملقاة على الأرض و طليقها في المكان يحمل سكينا بيد و حقيبة ابنتها باليد الأخرى قبل أن يغادر المكان.
ممثل النيابة العامة طالب بتسليط عقوبة الاعدام في حق المتهم، عن قضية القتل العمدي مع سبق الاصرار و الترصد.
ق.م

الرجوع إلى الأعلى