احتج، أمس، عدد من السكان القاطنين بالبيوت الجاهزة بحي 312 سكنا ببوخضرة، أمام مقر ولاية عنابة، للمطالبة بترحيلهم، متبرئين من مقترح مجموعة من السكان بذات الحي، رفضوا ترحليهم إلى سكنات لائقة بالقطب العمراني الجديد بالكاليتوسة، مع  الترويج لإشاعة محاولة استحواذ نافذين على الموقع بعد الترحيل،  وهو ما كذبه والي عنابة في التوزيع الأخير للسكن بمناسبة عيد الاستقلال.
و أوضح ممثلو السكان الراغبين في الترحيل، بأن ملفهم أصبحت تستغله بعض الأطراف،  و هو ما أدى إلى تأجيل مصالح الولاية لعملية الترحيل، مطالبين الوالي بالحسم في الأمر. و حسب مصادرنا، فقد كان سكان البيوت الجاهزة بحي بوخضرة المتضررون من الفيضانات، منقسمين حول خيار الترحيل، أو البقاء في الموقع مع تلقي دعم من الدولة و بعد برمجة الترحيل بإلحاح من المتضررين   ،  خرجت مجموعة أخرى تتحدث عن محاولة الاستيلاء على القطعة الأرضية و رفضها الذهاب إلى الكاليتوسة.  
و كان ممثل عن المحتجين الراغبين في الترحيل الفوري إلى الكاليتوسة في تصريح سابق للنصر، قد أكد على أنهم نظموا أنفسهم بعد أن قامت مصالح بلدية البوني بإعادة إحصائهم و إجراء جميع الترتيبات، غير أن مصالح الولاية –حسبهم-، في كل مرة تماطل و تقدم وعودا و تتراجع عن ذلك، رغم التعليمات التي أعطاها الوزير الأول الحالي بصفته وزيرا للداخلية و الجماعات المحلية، في الزيارة التي قادته إلى الحي في فيضانات شهر جانفي، من أجل التكفل بهم عن طريق ترحليهم إلى سكنات لائقة بالنسبة للراغبين في مغادرة الحي المشيد على ضفة الوادي سنة 1983، أو منح إعانات لبناء سكنات في نفس المواقع للراغبين في البقاء مع تسوية وضعيتهم الإدارية و حسب المتحدث، فقد تم إعداد قائمة تضم أكثر من 800 عائلة، من أجل ترحيلها إلى الحصة المبرمجة بالكاليتوسة في بلدية برحال.
و تعود معاناة سكان البنايات الجاهزة بحي بوخضرة، حسب ممثل المحتجين، إلى فيضانات سنة 1983، عندما قامت السلطات المحلية بترحيلهم بعد الفيضانات التي شهدتها الولاية، كحل ظرفي و مؤقت، حيث تقرر إجلاؤهم إلى سكنات جاهزة تابعة لمؤسسات أجنبية، مع تلقي وعود من السلطات المحلية تقضي بترحيل هذه العائلات في ظرف لا يتجاوز 3 سنوات، لكن هذه الوعود لم تتجسد على أرض الواقع و امتدت إلى يومنا هذا، لتضربهم كارثة الفيضانات مرة أخرى بعد 36 سنة .
و أوضح المصدر، بأن معاناتهم تجاوزت الخطوط الحمراء، بعد تعرض جدران البنايات للإهتراء، مع وجود مادة ‹›الأميونت›› ضمن تركيبة جدران البيوت الجاهزة و التي تتسبب في بعض الأمراض الخطيرة، منها السرطان و الربو،  مشيرا إلى  إحصاء وفاة 150 شخصا بهذه الأمراض. و كانت لجان المعاينة بعد زيارة ميدانية، قد وقفت على حقيقة المعاناة و أكدت في تقريرها على أن البيوت الجاهزة لم تعد صالحة للسكن، بعد انقضاء مدة صلاحيتها، لكن هذا التقرير بقي حبيس الأدراج من دون أن تتحرك الجهات المعنية.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى