كشفت مصالح الغابات لولاية الطارف ، عن إحالة منذ بداية السنة الجارية أزيد من 190شخصا على العدالة لتورطهم في الاعتداء على الأملاك الغابية، خاصة ما تعلق بتعرية الغطاء النباتي وقطع الأشجار والبناء والحرث غير الشرعي  وهذا بكل من بلديات بالريحان ، بوثلجة ، القالة ، الطارف ، بوقوس وبوحجار ،وقد صدرت أحكام قضائية ضد المخالفين بالحبس النافذ ،مع التعويض المادي لمصالح  الغابات عن الأضرار التي لحقت بالأملاك الغابية ،
وذكرت ذات المصالح، أن العجز المسجل في الإمكانيات البشرية والمادية يحول دون السهر والتحكم في مراقبة الثروة الغابية من التهديدات التي تتربص بها من قبل المخالفين، وهذا بالنظر لشساعة الغطاء الغابي الممتد على مساحة تفوق عن  156 ألف هكتارا، ما يمثل نسبة 53بالمائة من المساحة الإجمالية للولايـة، وأكدت المصالح المعنية أن  ظاهرة تعرية الغطاء النباتي تبقى تشكل أكبر تهديد للأملاك الغابية خصوصا عبر بلديات بوثلجة ، بالريحان ، أم الطبول والقالة  بالشكل الذي ينذر بكارثة إيكولوجية بالنظر لحساسية هذه المناطق المصنفة كمحميات طبيعية لاحتوائها على ثروة نباتية وحيوانية  نادرة على المستوى الإقليمي ، حيث  يبقى الخطر يتهدد  هذه البلديات  لاسيما بلدية بالريحان أمام  اتساع رقعة المساحة التي تمت تعريتها في الآونة الأخيرة،  وهو ما دقت بشأنه المصالح المعنية ناقوس الخطر في ظل حساسية الغطاء النباتي بالجهة المصنفة في خانة المناطق الرطبة المحمية طبقا لاتفاقية رمسار  الدولية.
وأفادت نفس المصالح، عن قيام  عشرات الأشخاص من المنطقة وغرباء عن الولاية بتعرية مساحات معتبرة من الغطاء النباتي قدرتها البلدية بحوالي 3آلاف هكتار،  منها حالات قطع للأشجار  النادرة و استغلال مساحاتها  في  مزاولة أنشطة فلاحية مختلفة،  وخصوصا المحاصيل الموسمية،  بحثا عن تحقيق الربح السريع لما يدره هذا النشاط  غير الشرعي من أموال طائلة ،وهذا  في ظل توفر  المنطقة على مخزون  هائل من المياه الجوفية ذات المذاق العذب، ما يعطي نوعية متميزة للمحاصيل الفلاحية ،الأمر الذي أدى إلى لجوء عديد الأطراف من خارج الولاية و  بتواطؤ من بعض سكان  المنطقة  على تعرية أكبر المساحات من الغطاء النباتي لإستغلالها في نشاطهم الفلاحي والبناء  ، وهي الظاهرة التي أخذت أبعادا خطيرة في الآونة الأخيرة و باتت تنذر بكارثة بيئية وإيكولوجية ، مشيرة أنه رغم الملاحقة الدورية اليومية للمخالفين بإتلاف محاصيلهم، إلا أن المعنيين  سرعان ما يعودون للمناطق التي تم تعريتها لغرسها وإستغلالها في نشاطات مختلفة ،بما فيها قطع الأشجار وتحويلها للسوق  لبيعها  في شكل أعمدة لأصحاب ورشات البناء، وكذا سرقة الكثبان الرملية، وهي الممارسات التي باتت تتحكم فيها بارونات ومافيا الغابات التي تبقى المتهم الرئيسي في الحرق العمدي والإجرامي للثروة الغابية لتهيئتها كفضاءات لتربية المواشي والنشاطات الفلاحية وغيرها .
 ومن بين الإجراءات المتخذة لمحاربة الظاهرة بالتنسيق مع مصالح الأمن  إحالة  5أشخاص على العدالة  بسبب التعدي على الأملاك الغابية وتعرية الغطاء النباتي مع إتلاف 11هكتارا من المحاصيل الزراعية ، إلى جانب التكفل بإعادة تشجير المساحات التي تم تعريتها .                 نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى