أكد العشرات من منتجي التمور بولاية بسكرة، تضرر محاصيلهم خاصة ما تعلق بالأنواع الطرية بفعل الحرارة الشديدة التي تشهدها المنطقة هذه الأيام والتي فاقت معدلها الفصلي، وهو ما قد يقلص من فرص تسويقها داخل وخارج الوطن نتيجة تشكل بقع سوداء على سطح حبات التمر.
و كانت كل المؤشرات توحي بأن الموسم القادم سيكون الأحسن على الإطلاق، من حيث كمية ونوعية الإنتاج في جميع الأصناف، و ذلك بعد إدخال تقنيات جديدة على ذات الزراعة ودخول آلاف النخيل المغروسة في السنوات القليلة الماضية مرحلة الإنتاج، حسبما أكده رئيس منتجي التمور خالد لعجال في حديثه للنصر، لكن الانتشار الواسع لداء “بوفرة” المتمثل في تراكم بقع بيضاء على شكل غبار يتكدس فوق سطح التمور بالزاب الغربي والشرقي للولاية، أثار مخاوف كبيرة في أوساط الفلاحين خلافا للموسم السابق، و ذلك نتيجة لتطاير الأتربة مقابل الحرارة الشديدة التي تجتاح المنطقة منذ عدة أسابيع، رغم حملة المكافحة التي باشرتها المصالح الفلاحية للحد من المخاطر الكبيرة لهذا المرض.
و أكد منتجون بالجهة الشرقية لولاية بسكرة، انتشار الداء عبر معظم غابات النخيل، خاصة بالمناطق التي تشهد أزمة سقي، ما أثار حالة من القلق والتوتر في أوساطهم، جراء تخوفهم من الكوارث الكبيرة التي يسببها الداء على مختلف أنواع التمور.
ويضاف لهذا التخوف حسب تأكيدات البعض من المتضررين في حديثهم للنصر، انعدام وسائل مكافحة المرض بسبب تردى الأوضاع المادية لمعظم المنتجين، وحتى وإن توفرت فهي مستعملة بطرق بدائية تتمثل في خليط من مادة الكبريت أثبت ميدانيا عدم فعاليته في الحد من زحف الداء الخطير الذي تعد الظروف المناخية الحالية مساعدة على انتشاره.
المتضررون أكدوا أن الحشرة تهاجم المنتوج حتى قبل بداية نضجه، ناسجة حوله شبكة عنكبوتية تؤثر بشكل سلبي على نوعيته وتقلص من فرص استهلاكه و تسويقه حتى داخل الوطن، مما يستوجب حسبهم، تكثيف المعالجة العصرية لحماية باقي المحصول من التلف.
و أكد بعض المنتجين أن تأخر حملة محاربة هذا النوع من الطفيليات، خاصة بالمناطق الغابية التي تفتقر للمسالك، ساعد على انتشارها بشكل كبير رغم اتخاذ المعنيين لبعض التدابير الوقائية، سيما ما تعلق بالتنظيف الكلي للنخيل ومحيطاتها المجاورة وإبادة جميع الأعشاب الضارة المسببة للطفيليات، فيما أدت ندرة مياه السقي إلى هلاك آلاف النخيل خاصة بمناطق أولاد جلال ، الحوش و سيدي خالد و غيرهم.
وفي سياق متصل أبدى مئات الفلاحين بالولاية تخوفهم الكبير من تلف محاصيلهم الزراعية المختلفة، خاصة الكروم بسبب الارتفاع القياسي في درجات الحرارة التي تخطت عتبة 50 درجة تحت الظل، و هذا بعد تسجيل بعض الأضرار على محاصيل الأشجار المثمرة، بولاية تقع في منطقة جافة و شبه جافة و تتميز بطابعها الفلاحي الذي يعد العمود الفقري للاقتصاد المحلي، حيث يرتكز على عدة نشاطات من بينها زراعة النخيل التي تبقى بحاجة إلى دعم إضافي لتحقيق أفضل النتائج ميدانيا.
من جهة أخرى،  ذكر عشرات المزارعين بالجهة الشرقية لولاية بسكرة أن مئات الهكتارات من الزراعة الحقلية عرفت تقلصا كبيرا هذا الموسم، زيادة على  تلف المحاصيل التي تشتهر بها المنطقة و التي أهلتها لأن تكون رائدة محليا و وطنيا من حيث وفرة و جودة الإنتاج، مرجعين ذلك إلى نقص المياه و ارتفاع درجات
الحرارة.                            ع.بوسنة

الرجوع إلى الأعلى