أكدت، يوم أمس، مصادر النصر، أن لجنة التحقيق الموفدة إلى المحاجر المنتشرة ببلدية المنصورة غرب ولاية برج بوعريريج، أقرت بوجود العديد من التحفظات و التجاوزات، ما عجل بتنفيذ قرار غلق إحدى المحاجر بالمنطقة، و توقف نشاط أخرى تحفظيا، بعد تنظيم سكان العديد من القرى لاحتجاجات سلمية دخلت أسبوعها الثاني بالقرب من خط السكة الحديدية.
 و أشارت مصادر من دائرة المنصورة، إلى توجيه تعليمات صارمة لمصالح البلدية، لتنفيذ قرار غلق محجرة (سيفيتال مينيرال) التابعة لمجمع ربراب، حيث قام عمال البلدية بوضع لافتة بمحيطها، كتب عليها قرار الغلق الذي صدر منذ بداية شهر ماي من العام الفارط، لكنه لم يجسد ميدانيا .
و أعاب سكان المنطقة على الإدارات العمومية و مصالح مراقبة نشاط المحاجر، بـ «التواطؤ» و «التستر» على أصحاب المحجرة و السماح لها بالنشاط رغم إصدار قرار الغلق منذ مدة تزيد عن العام، و ذلك على الرغم  من «النداءات المتكررة للمتضررين الذين طالبوا بالتعويض عن الأضرار التي لحقت بهم و بمنازلهم».
كما دعا السكان، سلطات الدائرة و المديريات الوصية إلى فتح تحقيق معمق و صارم، لمراقبة نشاط المحاجر و اتخاذ الإجراءات القانونية لمعاقبة المخالفين و ردعهم و إلغاء عقود استغلالها بالمنطقة، لـ «عدم احترام أصحابها لدفاتر الشروط»، و لما تشكله، حسبهم، من مخاطر على صحة العائلات و منازلها و كذا على منابع التزود بالمياه التي غارت إلى الأعماق، بفعل الاستعمال المفرط و المضاعف للمتفجرات المستخدمة في تفتيت الصخور الجبلية و الحصى.
كما لم تحترم هذه المحاجر حسب ما ورد في شكاوى السكان «معايير حماية الساكنة و البيئة و المحيط» ما تسبب في تشقق العديد من المنازل بالمناطق و القرى المجاورة على غرار قرية الحمراء، الزيتونة و أولاد عباس، و الانكماش المسجل في مساحة الأراضي الصالحة للزراعة جراء انبعاث الغبار، ناهيك عن تضرر بساتين و حقول الفلاحين من الأشجار المثمرة و أشجار الزيتون، بفعل جفاف المنابع و غورها نحو الأعماق، و كذا هجران خلايا النحل و هلاكها، مقدرين الخسائر على مدار السنوات الفارطة، بهلاك حوالي 750 خلية نحل و أزيد من 11 ألف شجرة مثمرة.
و قد سبق للنصر، أن تطرقت لاحتجاج سكان المنطقة الذي بدأ منذ مدة تزيد عن الأسبوع، و لا يزال متواصلا، ما حرك السلطات المحلية التي أرسلت لجنة تحقيق مكونة من ممثلين و مهندسين عن مديريتي المناجم و البيئة و مصالح الدائرة و البلدية، ما سمح بمعاينة المحاجر و الإطلاع على معاناة السكان، أين عجلت باتخاذ قرار غلق محجرة (سيفيتال مينيرال) و أقرت الغلق التحفظي لمحجرة ( بيطوناكس) في حين أشارت مصادرنا إلى أن صاحب المحجرة هو من قرر توقيف النشاط تحفظيا، مفندا ما تم تداوله من سكان المنطقة من معلومات حول عدم احترام دفتر الشروط.
و يجدد المحتجون تأكيدهم على أنه و زيادة على انتشار الغبار و ما ينجم عنه من متاعب و مخاطر جراء التفجيرات القوية بالكتل الصخرية في المحاجر القريبة من تجمعاتهم السكانية، فإن هذه المحاجر أضحت بحسبهم  تنتج  غبارا ساما بطبيعته  الكيمياوية المضرة  للإنسان و بالبيئة، مضيفين أن هذه المادة هي عبارة عن «السيليكا البلورية» الناتجة عن طحن «الغرانيت» و التي استعملت في ردم  أنابيب المياه الصالحة للشرب في بعض قرى المنطقة،  بدل استعمال الرمل الأصفر، أو مادة أخرى مناسبة لمثل هذه المشاريع، ما أثار مخاوف السكان من تأثيراتها السلبية على صحتهم و صحة أبنائهم.
ع/ بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى