عبر سكان بمدينة تبسة عن قلقهم الشديد إزاء وضعية ممرّ السكة الحديدية داخل المدينة، و الذي وصفوه بالخطير، لا سيما بعد الحادث المأساوي الذي وقع قبل أيام بحي ذراع الإمام، و أودى بحياة سيدة تحولت إلى أشلاء عندما كانت تحاول اجتياز السكة، التي يطالب السكان بالإسراع في تحويلها إلى خارج المدينة، فيما تقترح مصالح شركة النقل بالسكك الحديدية إنجاز ممرات سفلية للحد من الأخطار المطروحة بعدة بلديات و ليس بعاصمة الولاية فقط.
و قد عبر المواطنون في الكثير من المرات، على ضرورة تزويد تلك الممرات بحراس أو عزلها بجدار حديدي، لمنع وقوع المزيد من الحوادث، حيث لا يزال العديد منهم يتذكرون حوادث وقعت أمام أعينهم، في مشاهد مروعة و مفزعة، خاصة بالنسبة لفئة كبار السن الذين عادة ما تضعف لديهم حاسة السمع، فلا يتفطنون لصفارة القطار المدوية إلا و هي تحصد أرواحهم،  بالإضافة إلى الضحايا من المختلين عقليا الذين يعبرون السكة دون أن يقدّروا حجم خطر العربات القادمة من بعيد، و يحدث كل ذلك في ظل غياب الوعي لدى بعض المواطنين، ما أدى إلى تفاقم الحوادث المرورية على مستوى السكك الحديدية، و بالتالي تزايد مؤشر عدد الضحايا من يوم لآخر.
 مصدر من مؤسسة النقل بالسكك الحديدية بولاية تبسة، أكد للنصر أن وعي المواطن في هذا الخصوص ضرورة ملحّة، و يجب التحلي به حفاظا على سلامته، مضيفا أن المارة على السكة الحديدية يرتكبون الكثير من التجاوزات، حيث يلاحظ بطريق الكويف بعاصمة الولاية على سبيل المثال، وجود ممر محروس، أين يعمد سائق القطار إلى تنبيه المارة قبل وصوله من أجل أخذ الحيطة و الحذر، و رغم ذلك تسجل حوادث مؤلمة بهذه النقطة، بسبب غياب الوعي و التجاوز الذي يمكن وصفه بالعمدي.
و أوضح  المصدر ذاته أن مديرية النقل لابد أن تجد حلولا لتلك الممرات، التي باتت تشكل خطرا حقيقيا، حيث أن العديد منها غير محروس و يقع في نقاط حساسة، مضيفا أن سكانا بمدينة تبسة يطالبون بتحويل السكة الحديدية إلى جانب الأسواق أو محطة نقل المسافرين، و هي نقاط تشهد حركة كثيفة للأشخاص و المركبات، لذلك فإن خطر الموت موجود هناك أيضا، سواء بالنسبة للركاب أو الراجلين.
ولم يعد الأمر يقتصر على مدينة تبسة، بل توسع الخطر إلى العديد من بلديات و قرى الولاية، التي يعبرها القطار الناقل لمادة الفوسفات كبلديات بئر العاتر، الماء الأبيض، مرسط، العوينات و الونزة، حيث تمر العربات بجوار بعض المدارس، ما يشكل خطرا كبيرا على حياة التلاميذ خصوصا و المواطنين بصفة عامة.
و يشير نفس المصدر إلى أن مؤسسة النقل بالسكك الحديدية بالولاية، قد اقترحت حلولا بديلة، وهي خلق ممرات سفلية ليستعملها المواطنون بدلا من عبورهم على السكك، مؤكدا أن هناك أمرا أشد خطورة يغفل عنه الجميع، و يتعلق الأمر مثلما يضيف، بسكان المناطق الريفية المعزولة الذين يعمدون إلى خلق ما يسمى بالممرات غير القانونية، والتي يجدون فيها اختصارا للمسافة، مما يؤدي إلى وقوع حوادث مأساوية و بنسبة تزيد عن تلك المسجلة في المدن و الأماكن العمرانية.
و يوضح مصدرنا أن القطار يسير خارج التجمعات العمرانية بسرعته التجارية الكبيرة، ولا يمكنه التوقف أو الخروج عن مساره في مثل هذه المناطق، فيكون الحل الوحيد أمام السائق في حالة وجود شخص أو رؤوس مواشي على السكة، أن يدهسه، في ظل غياب أي تدابير من شأنه اتخاذها لإنقاذ حياة المارة، الذين أودوا بأنفسهم إلى التهلكة من خلال استعمالهم لممرات خطيرة كهذه، حسب المصدر ذاته.    
 ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى