تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها ولاية سكيكدة، ليلة الأربعاء إلى الخميس، في انهيارات جزئية في مباني قديمة و توقفت الحركة عبر  نفق الحروش بالطريق الوطني رقم 3 الذي يربط قسنطينة و عنابة، فيما توقفت الدراسة و غمرت شوارع و مؤسسات بالقل.
و عاش سكان المدينة القديمة بعاصمة الولاية، حالة من الذعر و الخوف بعد تسرب مياه الأمطار إلى المنازل و تسجيل انهيارات للأسقف و تصدعات ببعض المباني القديمة الآهلة بالسكان و لحسن الحظ، لم تسجل أي خسائر في الأرواح، لكن عائلات لجأت إلى إخلاء المنازل خوفا من الانهيارات ، ما جعل الحماية المدنية تتدخل لإجلاء السكان.
و بالحروش، توقفت الحركة بنفق الطريق الوطني رقم 3الرابط بين قسنطينة وعنابة، نتيجة لارتفاع منسوب المياه إلى أزيد من متر، نتيجة لانسداد البالوعات و مجاري مياه الأمطار، ما دفع الحماية المدنية للإسراع بالتدخل لامتصاص المياه، لا سيما و أن الطريق يعرف حركة مرور كثيفة، حيث اضطر أصحاب المركبات لاستعمال الطريق الاجتنابي تفاديا لتعطل الحركة.
وشهدت بلدية عزابة فيضانات مماثلة، لا سيما بحي التحصيص داليا السعيد، أين فاق منسوب بالمياه 50 سم، ما صعب الحركة ليلا بهذا الحي الحضري، لدرجة يخيل للزائر أنه في مدينة عائمة.
من جهتها الحماية المدنية سخرت 7 شاحنات و سيارتي إسعاف، و3 مضخات و40 عونا من مختلف الرتب، للتدخل عبر النقاط المتضررة، لتقديم المساعدة للسكان و امتصاص المياه.
كما خلفت الأمطار الرعدية المتساقطة في، اليومين الأخيرين، على منطقة القل غرب ولاية سكيكدة، موجة من الخوف و الهلع في نفوس عشرات العائلات التي قضت ليلة بيضاء، بسبب كثافة التساقط و تدفق المياه و الأوحال داخل المساكن و انقطاع التيار الكهربائي.
و لم يتمكن تلاميذ مدرسية عبد الله جعفري بقرية أقنة ببلدية بني زيد، من الالتحاق بمقاعد الدراسة، صباح يوم الخميس، بسبب تدفق مياه الأمطار داخل حجرات الدراسة و تأخر تدخل الجهات المعنية لإصلاح الوضع، فيما عاش سكان الطوابق الأرضية من عمارات 19و20و21 بحي 700 مسكن بالقل و الموزعة حديثا، ليلة رعب حقيقية، جراء تحول المكان خلف العمارات إلى ما يشبه السد و تدفق المياه داخل الشقق و اضطر السكان لإحداث ثقوب و فتحات في جدران الغرف، من أجل تصريف المياه.
و كانت المعاناة كبيرة، خاصة و أن ساكني الشقق المذكورة من عائلات ذوي الاحتياجات الخاصة و يبقى الخطر حسب حديث ممثلين عن سكان الحي، قائما كلما تساقطت الأمطار و طالبوا في هذا الصدد من البلدية، بالتدخل لإيجاد الحل، من خلال مشروع لتحويل مياه الشعاب المجاورة للحي بعيدا عن العمارات المذكورة، لاسيما و أن غمر المياه للعمارات تكرر أكثر من مرة و أصبحت العائلات القاطنة بالطوابق الأرضية في عداد المنكوبين، تبحث عن مأوى كلما تساقطت الأمطار، أين تم نقل الكثير، أول أمس، إلى الطوابق العليا خوفا على حياتهم.
و في بلدية كركرة، غمرت المياه شوارع وسط البلدية و توقفت حركة سير المركبات و تدفقت المياه إلى داخل 25 مسكنا و إتلاف تجهيزات منزلية، فيما حاصرت مقر البلدية و مقر البريد، قبل تدخل الحماية المدنية لتصريف المياه و فتح البالوعات و إخراج ما بها من أوحال، فيما كشفت الأمطار هشاشة البنية التحتية و الغش في بعض مشاريع التهيئة في أغلب الأحياء السكنية الجديدة بالقل و كركرة.
و عاش سكان بلديات الجهة الغربية من ولاية سكيكدة، في الظلام، بسبب انقطاع التيار الكهربائي جراء سقوط كابل للضغط العالي بالمفرزة رقم 3 ببلدية رمضان جمال و تدخل المصالح المعنية لإصلاح العطب، بعد انقطاع التيار عن عدة بلديات.
 كمال واسطة/بوزيد مخبي

الرجوع إلى الأعلى