قام ، يوم أمس، العشرات من أصحاب  شاحنات من نوع داف ببئر العاتر،  بغلق الطريق الوطني رقم 16 في جزئه الرابط بين بئر العاتر و تبسة، وبالضبط عند المدخل الشمالي للمدينة.
 المحتجون، الذين عمدوا إلى شل حركة المرور بشاحناتهم المعروفة، منعوا مرور جميع المركبات في الاتجاهين، أين تشكلت طوابير طويلة  ، مما اضطر  أصحاب العديد من السيارات والمركبات إلى تحويل طريقهم عبر المسالك الترابية غير المعبدة، وسط حالة من الغضب والتذمر، جراء هذه الممارسات، التي يلجأ إليها في كل مرة المحتجون، غير عابئين بتداعياتها على حركة تنقل المواطنين  .
 وحسب مصدر « النصر»، فإن  المحتجين يطالبون بإلغاء تعليمة الوالي الأخيرة، التي وجهها لرؤساء الدوائر  ، والتي تنص وقف  التصاريح ببيع جميع الشاحنات من النوع «داف»، أو ترقيمها وكذا جميع المعاملات المتعلقة بهذا النوع من المركبات، مع التأكيد على التنفيذ الصارم لمحتوى هذه التعليمة.
تعليمة الوالي، جاءت على خلفية ما تشكله هذه الشاحنات من خطر حقيقي على بنية الاقتصاد الوطني في ظل تزايد انتشارها بمناطق الولاية، سيما الحدودية منها، حيث تنشط في تهريب الوقود إلى القطر المجاور،  بعد العمل على تجميعه في مستودعات سرية بالمناطق القريبة من الشريط الحدودي وداخل المحيط العمراني، علاوة على الأضرار الفاضحة التي تلحقها تلك الشاحنات على  الاقتصاد الوطني، من خلال الخسارة المترتبة عن نقلها يوميا كميات كبيرة تقدر بمئات الآلاف من الوقود نحو تونس، جراء تواطؤ بعض محطات الوقود بالولاية ومن الولايات المجاورة، التي تزودها بكميات هامة من المحروقات خلال فترات متأخرة من الليل، فضلا عن كون أن تلك المركبات أصبحت تشكل خطرا على أمن و سلامة المواطنين بفعل السرعة المفرطة، التي تسير بها للتسابق على تفريغ الوقود بالمستودعات الخاصة له بالشريط الحدودي قدوما من الولايات المجاورة، حيث تسببت في مرات عديدة في حوادث مميتة، ومنها حادث وفاة طفلة ببلدية فركان، وآخر بمنطقة بوموسى جنوب بئر العاتر، أين تسبب شاحنة تهريب في حادث مرور أدى إلى وفاة 3 اشخاص وغيرها من الحوادث القاتلة.
 ناهيك عن خسائر مادية معتبرة بعدد من المركبات، و قد تسببت هذه الحوادث في تفجير غضب سكان بعض المدن الحدودية، الذين طالبوا السلطات العليا في البلاد   بالتدخل لمنع حركة هذه الشاحنات قرب مجمعاتهم السكنية، حفاظا على اقتصاد الوطن من جهة و على أرواحهم من جهة أخرى، و قال السكان المتذمرون من هذا الصنف من الشاحنات إن أصحابها يضربون تعليمات الحكومة عرض الحائط، لتوظيفها طيلة الفترة الليلية في استنزاف الثروات الطاقوية، و التسابق على تهريب كميات ضخمة منها إلى تونس مقابل إغراءات مالية معتبرة، في حين يعاني أصحاب المركبات الأخرى متاعب يومية من أجل الحصول على الوقود.  
ع.ع

الرجوع إلى الأعلى