اعتبر، أمس، الباحثون المشاركون بالمؤتمر الدولي العاشر في فيزياء الطاقات الفائقة وفيزياء الفلكية الجسيمية، بجامعة قسنطينة 1، أن اللقاء المنظم من طرف مختبر الفيزياء الرياضية ودون النووية، بالتنسيق مع المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بالوزارة الوصية، فرصة أولى لانضمام الجزائر إلى كبريات مخابر البحث في العالم، على غرار "أطلس"، بعد التحاق دكتورتين للتعاون في هذا المجال، حسب النائب المتحدِّث باسم هذا المختبر الدولي، آندرياس سووكار.
وناقش الدكاترة وطلبة الدراسات العليا من مختلف البلدان العربية و الأجنبية، مجموعة من الموضوعات العلمية المتعلقة ببحوث المخبر ومخابر مماثلة له عبر العالم، خصوصا أحدث التطورات في فيزياء الجسيمات الأولية، والفيزياء الفلكية الجسيمية وكذا علم الكونيات، كما سعى الحضور لوضع تخطيط استراتيجي لمشاركة الجزائر في مشاريع علمية دولية، والاستفادة من خبرات حوالي 130 باحثا من مختلف المراكز والجامعات المحليّة، والتطرق لمحاور علمية أساسية تشمل فيزياء الجسيمات و الكواشف والمصادمات الجسيمية الفيزيائية الفلكية الجسيمية، و الكونيات الحوسبة الفائقة السرعة، و غيرها من المواضيع.
كما قدّم الباحثون 15 جلسة عامة، و40 ورقة شفوية و 50 ملصقًا تخصُّ فيزياء الجسيمات، فيزياء المسرعات من الناحية النظرية، والتجريبية، بالإضافة إلى المجالات ذات الصلة مثل علم الكونيات، والحساب، تمهيدا للحاق المخابر بمختلف الجامعات، بالمختبرات الدولية عالية المستوى.
الدكتورة "أسماء.ز"، المتحصلة على دكتوراه في العلوم، في الفيزياء النظرية، والتي قدمت مداخلة شفهية عن "ما بعد انفجارات غاما"، ذكرت أنَّ الموارد البشرية موجودة لدينا، والعجز يكمن، حسبها، في توفير الشق المادي وإمكانيات إجراء البحوث، زيادة على استعمال الأقمار الصناعية الفضائية ببلادنا لدراسة ما يحصل على الأرض، وليس الفضاء، و كذا مشكل تسيير المنح الدراسية للخارج، وإلا لكانت الجزائر، مثلما تتابع، ضمن الدول المتقدمة في مجال علوم الفضاء والتكنولوجيات.
كما قالت الدكتورة أسماء بوحلوف، و هي باحثة في مخبر الفيزياء الرياضية والجسيمية، بجامعة منتوري، أنَّ الفرصة سانحة لتبادل الخبرات مع الباحثين من مصر وتركيا وأمريكا وفرنسا، خلال الملتقى الدولي، مع منح مجال لطلبة التدرج بالدكتوراه لمناقشة أعمالهم مع الأجانب، ومقارنتها.
وأشارت ذات المتحدثة إلى أنَّ بحوثا تتعلق بـ "أزواج الجسيمات في أفق الحدث بالنسبة للثقوب السوداء"، على سبيل المثال، تعتبر عالمية و حديثة، ويوجد باحثون مهتمون بالجانب النظري لها في الجزائر، غير أنَّ المرور إلى التطبيقات الميدانية، حسبها، صعب، لعدم توفر تيليسكوبات دقيقة، لرصد هذا النوع من المظاهر.
شعبان خليل، أستاذ الفيزياء الطاقة العالية في مدينة زويل، بمصر، صرح للنصر بخصوص التعاون بين بلده و الجزائر، بأنه قائم منذ 2004، وتحديدا بين مركز الفيزياء النظرية ومركز فيزياء الطاقة العالية في قسنطينة، مضيفا أن العلاقة مستمرة بحضور المؤتمرات من الطرفين و معلقا في الخصوص "نفكر في رفع مستوى التعاون و التبادل الطلابي، لدعم المركز الدولي للفيزياء النظرية لهذا التعاون"، فيما أضاف مواطنه جابر فيصل، من جامعة تركيا، بوجود تعاون مع بعض الباحثين في جامعة جيجل، ونشر بحوث مشتركة في مجلات علمية عالمية.
تجدر الإشارة إلى تنظيم دورة تكوينية في استعمال أدوات معالجة البيانات والترميز "HEP"، بالتوازي مع هذا المؤتمر، لفائدة طلبة الفيزياء النظرية وطلبة الدكتوراه، من جامعة منتوري 1، وجامعات أخرى، متبوعة بمسابقة "سيرتا تشالنج" الأولى من نوعها في أفريقيا والعالم العربي.
فاتح خرفوشي

الرجوع إلى الأعلى