شهدت أمس ولاية الطارف ،منذ الساعات الأولى  من  فتح مراكز التصويت  أبوابها، توافد أعداد معتبرة من المواطنين من مختلف الفئات والأعمار  لأداء واجبهم الانتخابي لاختيار الرئيس القادم للبلاد، في أجواء تنظيمية محكمة وظروف عادية ، ورغم  أعداد الناخبين المتوافدين على مكاتب التصويت التي وصفت بالمقبولة في الفترة الصباحية،  إلا أنها نسبيا تراجعت قياسيا بالمواعيد الانتخابية السابقة .
 وقد عرفت عدة مراكز  خصوصا بكل من بلديات عاصمة الولاية ، القالة ، بالريحان ، بوحجار وعين العسل ، رغم برودة الطقس إقبالا كبيرا للناخبين من فئة الشباب للإدلاء بأصواتهم و اختيار من يرونه مناسبا لقيادة البلاد في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها الجزائر ، آملين أن يكون الرئيس القادم حسبهم فأل “خير على البلاد والعباد “،حيث أكد في هذا السباق ر.محمد  الذي يبلغ من العمر 29 سنة  وهو بطال ، أنه كان بصدد التحضير للمغامرة في “الحرقة” لبلوغ الضفة الأخرى من المتوسط مع مجموعة من الشباب،  ، قبل أن يعدل عن قراره  في آخر المطاف من أجل اختيار الرئيس القادر على الخروج بالبلاد من أزمتها ، ،في حين قال  ح.عبد الرحمان ،  وهو جامعي بطال في العقد الثالث من العمر ، أنه ورغم ظروفه الاجتماعية  ومعاناته من البطالة منذ حوالي 5سنوات ، إلا أنه فضل  أن يدلي بصوته وواجبه الوطني من أجل الجزائر، مستهجنا “التهديدات والاعتداءات اللفظية والجسدية التي تعرض لها مسنون من أفراد الجالية في الخارج ،  من قبل أطراف مأجورة للتشويش على العملية الانتخابية”.
 من جهتها أكدت / س.سامية/  في العقد الثالث من العمر ،أنه لم يسبق لها وأن صوتت غير أنها حرصت هذه  المرة على القيام بواجبها الانتخابي وقول كلمتها عبر الصندوق من أجل الجزائر و اختيار الرئيس الجديد الذي تأمل  أن يهتم بالشباب ويكمل عملية محاربة الفساد.
و كانت فئة كبار السن مع الموعد بإقبالهم الكبير على  مختلف  مراكز التصويت ، وأجمع كل من تحدثوا للنصر ، أنهم جاءوا  تلبية لنداء  الوطن و للتصويت على الجزائر ومستقبل الأجيال القادمة ، وتفويت الفرصة على الأعداء والخروج بالبلاد نحو مستقبل واعد  ، وقالت في هذا الصدد  الحاجة د.شرقية في العقد الثامن من العمر، أن  قيامها بواجبها الوطني هو “إنتخاب من  القلب “ من أجل جزائر مستقرة تحتضن جميع أبنائها ،مضيفة أنها اعتادت عدم التخلف على مثل هذه المواعيد الانتخابية خاصة و أنها عايشت جميع الاستحقاقات والمراحل  التي عاشتها الجزائر منذ فجر الاستقلال ، فيما أوضح من جانبه ج.مسعود 81سنة ـ أنه أدلى بصوته من أجل الجزائر ، هذا في حين أشار  ف.العمري ،  أنه رغم إجراءه لعملية جراحية منذ يومين إلا فضل قول  كلمته عبر الصندوق لاختيار الرئيس القادم للجزائر الجديدة التي يحلم بها الجميع.
و سجلت مراكز التصويت خلال الفترة المسائية حضورا لافتا للنساء اللواتي وقفن في طوابير عبر مكاتب الإقتراع،  خلافا للفترة الصباحية التي كان فيها الإقبال محتشما ،  كون  أغلبهن يفضلن أداء واجبهن مساء  بعد الانتهاء من شؤون المنزل .   
توفير النقل لسكان المداشر والقرى الحدودية النائية
ومن أجل تمكين ساكنة القرى والمداشر النائية والمناطق شبه الريفية وحتى الحضرية  من أداء واجبهم الانتخابي عمدت السلطة المستقلة للانتخابات إلى تسخير وسائل النقل منذ الساعات الأولى  من بداية  عملية الاقتراع ، كما تم الاستنجاد بالخواص للتكفل بنقل الناخبين القاطنين بالمناطق المعزولة ،التي يصعب الحافلات الوصول لها،  وهذا إلى غاية نهاية عملية التصويت ،  فيما اشتكى بعض المواطنين  من حرمانهم من القيام بواجبهم  الانتخابي بسبب إسقاط أسمائهم من قوائم الناخبين  ، في وقت عجزت فيه حسبهم اللجنة المستقبلة للانتخابات  عن معالجة الأمر رغم إخطارها بالمشكلة ما أثار استيائهم وتذمرهم .
وتحدث آخرون عن تحويلهم للتصويت بمكاتب بعيدة  عن مقر سكناهم خلافا للمكاتب الأصلية التي اعتادوا التصويت فيها في المواعيد الانتخابية الفارطة ، وطرح  المرحلون الجدد بالأقطاب العمرانية الجديدة عدم تمكنهم من التصويت بسبب بعد مراكز الانتخابات، وعدم إدراجهم في القوائم رغم قيامهم بالتسجيلات ، وانتقد مؤطرون للعملية الإنتخابية رداءة نوعية الوجبات الموزعة عليهم وتأخر توزيعها عليهم إلى ما بعد الثانية زوالا ، علاوة على عدم توفر المياه الشروب ما خلق حالة من الإستياء حسبهم،
وأجمع ممثلي المرشحين عبر مراكز التصويت التي زرناها أن العملية جرت في ظروف عادية وهادئة وفي روح من المسؤولية على حد قولهم ،   دون تسجيل أي حادث أو تجاوز يذكر ،مثمنين الإجراءات المتخذة والوسائل المجندة لإنجاح هذا الاستحقاق  ، والملاحظ غياب  ممثلي المرشحين عبر أغلب المراكز الانتخابية التي وضعت تحت حماية أمنية.
من جهتها أشارت المندوبية الولائية للسلطة الوطنية للانتخابات عدم تلقي أي إخطار من ممثلي المرشحين بخصوص تسجيل   خروقات أو تجاوزات  ، مضيفة أن العملية جرت على أكمل وجه وفي ظروف جد حسنة، بعد أن جندت  الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاحها ، مشيرة إلى تخصيص خط أخضر لتمكين المواطنين وممثلي المرشحين  من التبليغ عن كل الشكاوى و الإنشغالات  للتدخل والتكفل بها من دون تسجل أي شيء يذكر .
جدير بالذكر أن نسبة المشاركة بلغت عند حدود11صباحا 7.69بالمائة قبل أن تقفز عند الثانية زوالا 22بالمائة و41.97بالمائة عند الساعة الخامسة   فيما بلغت النسبة النهائية 52.35 بالمائة ، هذا فيما بلغ عدد الهيئة الناخبة 329236ناخبا موزعين على 886مكتب انتخاب عبر 210مركز تصويت في 24بلدية ، يؤطرهم أزيد من 7آلاف مؤطر .
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى