معركة بالسيوف والحجارة ترعب سكان حي الدقسي
شهد حي عبد السلام دقسي بمدينة قسنطينة ليلة أمس الأول، معركة بين مجموعتين من الشباب خلال الفترة الليلية، استعملت فيها السيوف والخناجر، كما تبادل فيها الطرفان الرشق بالحجارة، فيما ترجع مصادر محلية أسباب الحادثة إلى الصراع حول طاولات التجارة الفوضوية.
وتنقلت النصر صباح أمس الجمعة إلى موقع الشجار الجماعي بعمارات حي الدقسي، حيث لاحظنا على الأرضية بعض الصخور التي استعملت في التراشق، كما بدا على وجوه السكان الذهول وكانوا يقفون في مجموعات صغيرة يستعيدون وقائع الحادثة التي هزتهم وجعلتهم يختبرون لحظات متتالية من الرعب والخوف لم تنته بعد.
وأعاد بعض السكان الذين تحدثنا إليهم، رواية الحادثة مثلما شهدوها، وأخبرونا أن "المعركة" انطلقت حوالي الساعة الثامنة والربع ليلا، عندما هاجمت مجموعة من شباب إحدى العمارات مدعومين بآخرين من حي وادي الحد، مجموعةً أخرى من شباب العمارة رقم 7 وبعض العمارات المجاورة لها الواقعة أعلى السوق المغطاة المعروفة باسم "البودروم".
 وأضافت نفس المصادر أن الهجوم تم من خلال الرشق المكثف بالحجارة، كما أكدوا لنا أن المهاجمين جاؤوا مشيا على الأقدام، ولم يستخدموا مركبات، في حين لجأ بعض شباب إلى سطح العمارة 7، أين تحصنوا وأخذوا يرشقون الحجارة والزجاجات والقضبان الحديدية على خصومهم.
وأكد محدثونا أن الشجار توقف بعد حوالي نصف ساعة، قبل أن ينشب مجددا حوالي الساعة التاسعة، لكنه لم يستمر طويلا بعد تدخل قوات الشرطة، ما جعل المتشاجرين يتفرقون فارين من قبضة الأمن، قبل أن يختفوا تماما ويستعيد الحي هدوءه. ودفع الرعب بالسكان إلى تحريك سياراتهم وركنها بعيدا كما أغلق التجار محلاتهم خوفا من تحطمها، حيث أصيبت أجزاء من بعض السيارات، في حين تعرض بعض المشاركين في الشجار لإصابات مختلفة.
من جهة أخرى، أوضح السكان أن سبب الشجار يعود إلى الخلافات حول السيطرة على طاولات التجارة الفوضوية بالسوق المغطاة التابعة لبلدية قسنطينة وبمحيطها، فضلا عن حظائر ركن المركبات، حيث سبق وأن سجل الحي أحداثا مماثلة بين شباب من الدقسي وآخرين من حي الكيلومتر الرابع حول نفس الأسباب شهر جويلية الماضي، وقد انتهت بتوقيف عشرة أشخاص بحسب ما أكدته آنذاك مديرية الأمن الولائي التي حجزت قواتها بندقية صيد، في حين عبر السكان عن تخوفهم من تكرر الشجارات خلال الأيام القادمة.
ويذكر أن النصر تطرقت إلى موضوع السوق المغطاة التي تحصي بداخلها حوالي ثلاثمئة طاولة تجارة فوضوية بالإضافة إلى المئات من الطاولات بمحيطها، لدرجة أن الباعة احتلوا غرف تبديل الملابس التابعة لملعب حسان بورطل، ومساحات كبيرة بمحيط القاعة المتعددة الرياضات مخلوف بوخزر ومتوسطة خالد بن الوليد وصولا إلى الجهة المجاورة لمسجد حمزة.
   سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى