يقتلون شيخا و يضرمون النار في منزله بعين فكرون
سلّطت، عشية أمس، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، أحكاما تصل للسجن المؤبد، في حق 3 شبان تورطوا في قتل شيخ و حرق منزله، ما تسبب في احتراق جثته بمدينة عين فكرون.
هيئة المحكمة أدانت المسمى (ب.ف)، بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا و قضت بإدانة   (ل.و) و (أ.ع) بعقوبة السجن المؤبد و مطالبة المتهمين الثلاثة  بتعويض عائلة الضحية بمبلغ 100 مليون سنتيم، و توبع المتهمون الذين التمس ممثل النيابة العامة إدانتهم بحكم الإعدام، بجنايات القتل العمدي مع سبق الإصرار و ارتكاب أعمال وحشية و اقترانها بجناية السرقة و السرقة بظروف التعدد و الليل و استعمال العنف و التسلق و وضع النار عمدا في مسكن.
القضية ترجع إلى منتصف ليلة الواحد و الثلاثين من شهر ديسمبر من سنة 2017، عندما شهدت عمارات حي 300 مسكن المعروف باسم «بوعافية» وسط مدينة عين فكرون، نشوب حريق مهول في الطابق الخامس، ما أدى إلى حدوث   انفجار عنيف، دفع بالسكان للاستنجاد بعناصر الوحدة الثانوية للحماية المدنية، التي تدخلت وأخمدت الحريق، ليتضح خلال المعاينة الأولية، بأن صاحب المنزل ويتعلق الأمر بالشيخ المتقاعد المدعو (و.ب) 81 سنة من العمر، وجد متوفيا بعد أن التهمت النيران جسده، فتبين حينها بأن الأمر يتعلق بجريمة قتل ولا علاقة لحادث عرضي بالموضوع، بعد أن وجد الشيخ مقيد اليدين والرجلين وجثته محترقة.
التحقيقات الأمنية التي استمعت فيها الشرطة لجميع الأطراف انطلاقا من المقربين للضحية، بينت بأن المتهم الرئيسي و يتعلق الأمر بالمدعو (ل.و)، هو الذي خطط لعملية سطو كانت ستستهدف أموال الشيخ، بعد أن توقع الجناة عثورهم على مبالغ بالعملة الصعبة، حيث ظل يتردد على منزل جدته المجاور لمنزل الضحية ويسأل بين الحين والآخر زوجة الضحية ما إذا كان زوجها بلا دخل ليساعدها، غير أنها ظلت ترد بأنه في وضع ميسور، دون أن تدري بأن المعني يخطط لمعرفة حيازة زوجها لأموال أو عكس ذلك وانتهت التحقيقات، للتأكيد على أن المتهمين ترصدوا جيدا منزل الضحية، حتى مغادرة زوجته ليلة الحادثة إلى منزلها باتجاه أقاربها، في الوقت الذي تتواجد فيه ابنته الطالبة الجامعية بإحدى الإقامات.
ليلجوا السكن في حدود منتصف الليل و النصف و خططوا لاستهداف أموال الضحية و هو نائم، غير أنه فاجأهم بعدم نومه و دخل معهم في شجار عنيف، تبادل فيه المتهمون الثلاثة الضرب مع الضحية الشيخ، الذي لم يقوى على مقاومتهم، ليسقطه الثلاثة أرضا، ما أدى لارتطام رأسه بعمود إسمنتي، عجل بإصابته بجروح خطيرة أدت إلى وفاته في عين المكان، ليقوم حينها المتهمون الثلاثة بتفتيش السكن بحثا عن أموال، غير أنهم لم يعثروا على أي منها، فقرروا إضرام النار في الغرف باستعمال البنزين، لإيهام المحققين بأن حريقا مهولا شب في المنزل و تسبب في وفاة الكهل و هو نائم، غير أن الأخير عثر عليه مقيد اليدين، ما عجل بانطلاق تحقيقات فضحت هوية الجناة، الذين كان اثنين منهما في حالة فرار.
و اعترف المتهمون الثلاثة بالجرم المنسوب إليهم، غير أن تصريحاتهم تضاربت فيما بينهم، خاصة في ما تعلق باقتسام الأدوار، بين من يؤكد على أنه مكلف بالحراسة و بين من يشير إلى أنه لم يكن ينو قتل الضحية بعد تكبيل يديه.
 وأنكر المتهمون تواجدهم تحت تأثير المخدرات و الحبوب المهلوسة، وفق ما ذهبت إليه شكوك المحققين، الذين أكدوا على أنهم خططوا لسرقة أموال الضحية الذي يتقاضى منحة بالعملة الصعبة و لم يكن غرضهم إزهاق روحه و حتى حرق منزله.
أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى