توقيف 4 تونسيين بحوزتهم 240 كبسولة قنب هندي في عنابة
أوقفت فرقة مكافحة المخدرات بالمصلحة الولائية للشرطة القضائبة بأمن ولاية عنابة، أول أمس، أربعة رعايا من جنسية تونسية، في إطار تعقب شبكة دولية مختصة في تهريب و المتاجرة بالمخدرات ذات الجودة العالية.
و استنادا لرئيس فرقة مكافحة المخدرات في تصريح صحفي، فقد أسفرت عملية التعقب و الملاحقة بناء على معلومات استخبارتية، من إفشال صفقة تسليم 1.4 كلوغرام من المخدرات على شكل 240 كبسولة من القنب الهندي، تم إدخالها عبر أحد المعابر الحدودية بين الجزائر و تونس، باستخدام أسلوب غير معهود في تهريب هذا النوع من المخدرات المحظورة دوليا، استخدمت الشبكة أشخاصا لحمل المخدرات داخل بطونهم، حيث تم ابتلاع الكبسولات بالتساوي و هي على شكل تمرة شجرة « البلوط «.
و وفقا للمصدر، فقد تم ابتلاع كبسولات القنب الهندي عبر الفم و تم إخراجها على مستوى الفندق الذي نزل فيه الموقوفون بوسط المدينة من أجل إتمام الصفقة و هو ما أكدته معاينة المحققين للغرفة، التي كان يقيم فيها أفراد الشبكة الدولية، اعترفوا بأنهم يستخدمون محلولا يُشرب، من أجل تسهيل إفراغ المخدرات من البطن.   
و لدى مداهمة غرفة الفندق، تم القبض على المتهمين الأربعة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 21 و 29 سنة، قبل تسليم البضاعة و بحوزتهم جوازات سفر و بطاقات تعريف أجنبية، بالإضافة إلى قناع يستخدم في تغطية الوجه عند تنفيذ عمليات التسليم و كذا هواتف نقالة، كما استغل المحققون المكالمات الهاتفية و رسائل الميسنجر، لتتبع اتصالات أفراد الشبكة بين أشخاص من عدة دول، منها الجزائر، تونس و ليبيا، بالإضافة إلى دول أخرى، حيث تم تحديد هوية مشتبه فيهم جزائريين كانوا ينتظرون استلام المخدرات، تمهيدا لتهريبها عبر رحلات جوية و بحرية باتجاه عدة دول أوروبية و جزء منها يروج ف السوق المحلي.
و سيتم تقديم الموقوفين أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة و بعد استجوابهم من قبل قاضي التحقيق، ستتم إحالة الملف على القطب الجزائي المتخصص في قسنطينة، لاستكمال إجراءات المتابعة، كون القضية تكتسي طابعا دوليا للجريمة العابرة للحدود.
و استنادا لمصالح الشرطة، فإن التحريات متواصلة لملاحقة كامل أفراد الشبكة االمتواجدين في التراب الوطني، استغلالا للاتصالات المرصودة في الهواتف النقالة و تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، كون الوقائع خطيرة و تستدعي القيام بإخطار أجهزة أمن الدول المجاورة، للحصول على معلومات حول الأشخاص الذين تم توقيفهم.
و من المنتظر، حسب مصادرنا، تمديد اختصاص التحقيق عن طريق إرسال الجهات القضائية، لإنابات قضائية إلى الخارج، للحصول على معلومات أكثر حول هوية الأشخاص الموقوفين، أو المتواجدين في حالة فرار.     
و تعد هذه القضية، حسب مصدر عليم للنصر، امتدادا لنشاط شبكة تم تفكيكها قبل عامين، تعمل على تهريب الكوكايين و مختلف أنواع المخدرات بنفس الطريقة، عبر كبسولات يتم ابتلاعها، تم توقيف سماسرة بسوق العملة بعنابة خلالها، كانوا على اتصال بأفراد الشبكة و قاموا بالتكفل بإقامة الرعية التونسي و باستغلال المعلومات التي صرح بها، أوقفت مصالح جهاز المخابرات، أشخاصا آخرين بالجزائر العاصمة، يقومون بجلب الكوكايين و المخدرات من ليبيا و مالي، عبر الرحلات الجوية و إدخالها إلى الجزائر برا عبر تونس.
و تشير مصادرنا، إلى فتح مصالح الأمن بالتنسيق مع الدرك الوطني، تحريات معمقة مع جزائريين يترددون بصفة مستمرة على تونس، يعبرون المراكز الحدودية بسياراتهم و يصطحبون معهم تونسيين يشتبه في انتمائهم إلى شبكات المتاجرة بالمخدرات و الممنوعات، كما تضع السلطات الأمنية الجزائرية، الرعايا الليبيين المشتبه فيهم بالنشاطات مع عصابات المتاجرة بالأسلحة و المخدرات، تحت أعينها.  
و أوضحت ذات المصادر، بأن تضييق الخناق على نشاط عصابات التهريب و المتاجرة بالكوكايين عبر الحدود، بسبب النزاعات الدائرة في مالي و ليبيا، عطل أهم طرق التهريب من دول الساحل الإفريقي إلى أوروبا، مرورا بدول البحر الأبيض المتوسط، إلا أن المهربين باتوا يتكيفون مع هذه الظروف المستجدة، معدلين مسار المخدرات لإيصالها إلى وجهتها الحقيقية.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى