احتج، أمس، حاملو و طلبة الدكتوراه و الماجستير بجامعة باجي مختار عنابة في مختلف التخصصات، أمام رئاسة الجامعة بسيدي عمار، للمطالبة بتدخل السلطات العليا، لتمكينهم من التوظيف المباشر بعد التخرج، حيث وصل عدد الدكاترة البطالين بعد التخرج على المستوى الوطني، إلى 300 دكتور عاطل عن العمل.
و أكد الدكتور المنسق الولائي، خالدي طه، من خريجي الدكتوراه نظام « أل أم دي» في تصريح للنصر، بأن الوقفة الاحتجاجية جاءت بعد انسداد الأفق لدى الدكاترة المتخرجين منذ سنة 2018، بعد 5 سنوات من التكوين العالي، وجدوا أنفسهم دون عمل، بسبب عدم فتح مناصب مالية خلال 3 سنوات الأخيرة، لتنظيم مسابقات الالتحاق برتبة أستاذ بمختلف معاهد و جامعات الوطن، بحجة وجود اكتفاء في عدد الأساتذة المكونين، إلى جانب غياب خريطة بيداغوجية واضحة، تحدد الاحتياجات في تخصصات التكوين العالي المطلوبة في سوق العمل و كذا الأساتذة المكونين.
و أضاف خالدي و هو متخرج بشهادة دكتوراه في اختصاص علم المناعة، بأنهم محرومون حتى من التدريس كأساتذة متعاونين بالساعة، بسبب اعتماد الكليات على طلبة الدكتوراه فقط، كون ساعة التدريس أقل كلفة مقارنة بأستاذ متخرج، إذ يقدر الفارق بينهما بـ 400 دج، حيث تحتسب ساعة تدريس للأستاذ المتخرج بـ 600 دج و طالب دكتوراه الساعة 200 دج.
و تأسف المتحدث من وصول الوضع إلى ما هو عليه، حيث يواجه الطلبة المتخرجون و حتى الذين يزاولون الدراسة مستقبلا مجهولا وفقدوا الأمل في تحويل العلم الذي اكتسبوه بفضل الدولة، إلى قيمة مضافة لتطوير الاقتصاد و تطوير البحث العلمي.
كما أعرب حاملو و طلبة دكتوراه وماجستير بجامعة باجي مختار بعنابة، حسب ما جاء في نص البيان الذي أصدروه و تلقت النصر نسخة منه، بالقول «من غير المعقول أن يبقى القطاع في حالة احتياج لمؤطرين و باحثين في نفس الوقت الذي يعاني فيه الدكاترة من البطالة، خاصة وأن قوانين الوظيف العمومي، لا تتعارض مع مبدأ التوظيف المباشر».
كما أكد المحتجون في لائحة المطالب، على أن وقفتهم جاءت كمبادرة لتحسين الوضع، باعتبار أن الدكاترة استثمار قام به قطاع التعليم العالي و البحث العلمي، و بقيت هذه الطاقات معطلة، رغم أن التكوين في الدكتوراه يكون متطابقا نوعا و كما مع الحاجة إلى الأساتذة الجامعيين و الباحثين في كل الفروع و الشعب، بعد اقتراح عدد المناصب الواجب فتحها حسب الاحتياجات المبرمجة، من طرف لجنة منشأة بقرار وزاري، وفق النصوص القانونية التي تنظم التكوين في هذا المستوى.
و عقب الاحتجاج، تم عقد لقاء جمع ممثلين عن الدكاترة و الطلبة، مع مدير جامعة عنابة، تم خلاله طرح أهم انشغال وهو التوظيف المباشر، حيث تعهد برفعه إلى وزير التعليم العالي و البحث العلمي، في الاجتماع المرتقب خلال الأيام المقبلة.
كما طرح المحتجون نقطة تتعلق بقبول جامعة عنابة التحويل من جامعات أخرى، رغم أن الكليات ترفض التوظيف، بحجة وجود فائض في الأساتذة و هو ما رفضه مدير الجامعة المنصب حديثا، متعهدا بوقف هذا الإجراء بداية من الدخول الجامعي المقبل، إلا في الحالات الاستثنائية المتعلقة بتحويل إطارات الدولة مع عائلاتهم من ولاية لأخرى.
و أضاف خالدي، بأنه تقرر تنظيم وقفة احتجاجية على مستوى جميع الجامعات و المعاهد عبر القطر الوطني يوم الخميس المقبل، من أجل إيصال الانشغال إلى السلطات العليا لحل المشاكل المطروحة.                  حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى