قضت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، أمس، بإدانة الشاب  (ع. ع) 44 سنة، بعقوبة 5 سنوات سجنا نافذا، بعد متابعته بجنايتي القتل العمدي و محاولة القتل العمدي، إضرارا بوالده و عمه، فيما التمست النيابة العامة تسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا، للمتهم الذين أدين ابتدائيا بعقوبة 3 سنوات سجنا نافذا و غرامة مالية قدرها 50 مليون سنتيم.
القضية مختصرة ترجع لتاريخ الثالث من شهر مارس من السنة الماضية، عندما شهدت مشتة لاصاص بدوار المدفون في أم البواقي، وقوع جريمة قتل راح ضحيتها المسمى (ع. نور الدين) 69 سنة، بعد أن تعرض للدهس بواسطة شاحنة ابنه المتهم من نوع «جاك»، في الوقت الذي دهس فيه سائق الشاحنة المتهم، ابن عمه المسمى (ع. ل) في العقد الرابع من العمر و كذا دهس عمه المدعو (ع. ع) 66 سنة، لتتدخل عناصر الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بأم البواقي و توقف المتهم، ثم باشرت تحقيقات أمنية مكثفة في القضية.
تحقيقات عناصر الدرك الوطني، بينت بأن الجريمة سببها خلاف حاد حصل بين أفراد العائلة الواحدة، بسبب مسلك ترابي، ليدخل أفراد العائلة الواحدة، في أكثر من مناسبة، في شجار عنيف، يؤدي دوما لعقد جلسات صلح من طرف أعيان و كبار القرية، غير أن مساعي الصلح لم تنجح في لم شمل الأسرة الواحدة و ظلت الخلافات تستمر دوما حول معالم القطع الأرضية المتجاورة و التي تؤثر في كل مرة على طول و عرض المسلك الريفي المؤدي لسكنات العائلتين.
و تطور الخلاف يوم الحادثة إلى شجار عنيف، كان شقيق المتهم الحالي المدعو (ع.س) طرفا فيه و الذي استنجد بشقيقه المتهم و استعجله بالحضور للمشتة، ليحضر المتهم متوجها مباشرة لمكان الشجار، محاولا إخافة عمه و إبعاده عن المكان، غير أنه دهس والده و دهس معه عمه و ابن عمه، متسببا في إصابتهم بجروح متفاوتة الخطورة، قبل أن يسلم نفسه لعناصر فرقة الدرك الوطني، مبلغا عن دهسه لأحد أقاربه دون أن يتعرف على هويته.
و أنكر الجاني تعمده قتل والده، موضحا بأنه قدم للمشتة بعد اتصال شقيقه، أين تعرض لاعتداء بعصا خشبية من طرف ابن عمه، ليسحب مفكا للبراغي و يدافع عن نفسه و عند رؤيته للشجار، عاد للشاحنة قصد التوجه لعناصر فرقة الدرك للتبليغ عنه، غير أن دهس من كانوا أمامه عن طريق الخطأ، طالبا الصفح عنه كونه لم يكن يقصد دهس المتشاجرين، ناهيك عن إزهاق روح والده، مبينا بأنه ندم أشد الندم على الخطأ الذي ارتكبه.
أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى