مازالت مخازن تعاونية الحبوب والبقول الجافة بقالمة، تعاني من نقص كبير في الأسمدة العضوية الخاصة بالمرحلة الأخيرة من المسار التقني المتبع في زراعة القمح، الذي يعد المحصول الزراعي السائد بالمنطقة.
وقال مزارعون، بأنهم يترددون على المخازن الرئيسية للتعاونية بمدينة بلخير منذ عدة أيام، لكنهم لم يتمكنوا من الحصول على سماد الأمونيترات و في كل مرة يطلب منهم التسجيل في قائمة جديدة و انتظار موعد غير معلوم.
و يكاد الوقت المحدد لنثر هذا النوع من السماد أن ينتهي، لكن الكثير من منتجي القمح مازالوا ينتظرون دورهم و هم مطالبون بالتنقل كل صباح إلى مخازن التعاونية على الثامنة صباحا، على أمل أن تظهر أسماؤهم على القوائم اللغز التي أصبحت تثير شكوك الفلاحين، الذين طالبوا بتدخل مدير التعاونية لوضع حد لما وصفوه بالغموض الذي يكتنف عملية التسجيل و إعداد قوائم جديدة كل صباح تقريبا.
ويتساءل منتجو القمح بقالمة، إلى متى تبقى المعاناة بتعاونية تملكها الدولة و تتوفر على كل الإمكانات للقضاء على النقص و طوابير الانتظار التي أرهقت الفلاح و استهلكت وقتا طويلا من حياته على مدى سنوات طويلة.
وتأتي أزمة الأسمدة، بعد أزمة البذور التي عاشها منتجو القمح الخريف الماضي وتسببت في تأخر عملية البذر وتفاقم الوضع أكثر، بعد أن حل الجفاف الذي أطبق على الأقاليم الزراعية الكبرى و هو ينذر بأشهر عجاف قد تقعد المزارعين و ترمي بهم في مستنقع الإفلاس.
وقال منتج للقمح للنصر، بأنه حصل على نصف الكمية المطلوبة من سماد التغطية منذ عدة أيام، لكنه لم يتمكن من الكمية المتبقية حتى الآن، و مازال يتردد على مخازن التعاونية بمدينة  بلخير دون جدوى، بينما صرح مزارع آخر، بأنه سجل اسمه منذ أكثر من شهر، لكنه لم يحصل على كمية السماد المسجل في الترخيص الممنوح له من قبل إدارة مديرية الفلاحة.
ومازالت تعاونية الحبوب والبقول الجافة التي تعد الممون الأكبر لمنتجي القمح بقالمة، تعتمد على طرق قديمة لتسجيل الطلبات عند بداية كل موسم جديد و لم تتمكن حتى الآن من الانتقال إلى نظام رقمي متطور ينظم العملية و يحمي حقوق الفلاحين و يضع حدا لما وصفه بعض المزارعين بالغموض و الشكوك التي تحوم حول طرق إعداد قوائم المستفيدين من البذور و الأسمدة العضوية، مع بداية كل موسم جديد.
و حسب موظفين بالتعاونية، فإن حجم الطلب يفوق الكميات التي تدخل المخازن بين حين و آخر، مؤكدين على أن مراحل الذروة تفرض ضغطا كبيرا على تلبية الطلب الكبير على البذور و الأسمدة العضوية و رغم التأخر، فإن كل المسجلين سيحصلون على الكميات المطلوبة.  
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى