يقتلون شيخا و يحرقون جثته بعد سرقة أمواله بعين فكرون
قضت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، عشية أمس، بإدانة شابين بعقوبة السجن المؤبد  في قتل طاعن في السن و حرق جثته لطمس البصمات من مسرح الجريمة.و يتعلق الأمر بكل من (أ.ع.ق) و (ل.و) البالغين من العمر 26 سنة، المتهمان إلى جانب شريكهما الثالث (ب.ف) 26 سنة الذي تمت إدانته بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا،
و توبع المتهمون الثلاثة، بجنايات القتل العمدي مع سبق الإصرار و ارتكاب أعمال وحشية و اقترانها بجناية السرقة و السرقة بظروف التعدد و الليل و استعمال العنف و التسلق و وضع النار عمدا في مسكن، فيما التمس ممثل النيابة العامة، تسليط عقوبة الإعدام في حق جميع المتهمين.
وقائع القضية تعود  لليلتي الثلاثين و الواحد و الثلاثين من شهر ديسمبر من سنة 2017، عندما اهتزت إحدى عمارات حي 300 سكن المعروف باسم «بوعافية» وسط مدينة عين فكرون، على وقع انفجار عنيف أعقب اندلاع حريق مهول في شقة بالطابق الخامس، ليستنجد السكان بعناصر إخماد الحرائق بالوحدة الثانوية للحماية المدنية، الذين تدخلوا و أخمدوا الحريق و نجحوا في السيطرة عليه، ليتم بعدها العثور على صاحب المنزل و يتعلق الأمر بالشيخ المتقاعد المدعو (و.ب) 81 سنة من العمر، متوفيا بعد أن التهمت النيران جسده، لتتدخل الشرطة العلمية بمعية وكيل الجمهورية والجهات المختصة، أين تبين بأن الأمر يتعلق بجريمة قتل و لا علاقة لحادث عرضي بالموضوع و ذلك بعد أن وجد الشيخ مقيد اليدين و الرجلين و جثته محترقة.
التحقيقات الأمنية التي استمعت فيها الشرطة لجميع الأطراف انطلاقا من المقربين للضحية، بينت بأن المتهم الرئيسي و يتعلق الأمر بالمدعو (ل.و)، هو الذي خطط لعملية سطو كانت ستستهدف أموال الشيخ و ظل المتهم يتردد على منزل جدته المجاور لمنزل الضحية و يسأل زوجته التي تعاني من الناحية الصحية، عن مصدر أموال الشيخ و عن قيمتها و ما إذا كانت بالعملة الوطنية أو الصعبة، حيث و كشفت السيدة له  بعض المعطيات التي تهمه دون أن تدري و جعلته يباشر عملية التحضير لتنفيذ مخططه الإجرامي.
و صرحت السيدة للمحققين، بأن حفيد جارتها هو من ظل يسأل عن زوجها، ليتم القبض عليه، أين كان قد كشف لعناصر الأمن بأنه المتورط في الجريمة رفقة شريكيه اللذين لاذا بالفرار لغابة بحي الحيرش الفوضوي، ليتم القبض عليهما ساعات بعد وقوع الجريمة التي خلفت استياء واسعا وسط السكان.
و أكد المتهم الرئيسي، على أنه من خطط للجريمة و أشرك صديقيه الآخرين، مضيفا بأنه حضر لتنفيذها باستعمال قفازين وقارورة بنزين، والتقى مع شريكيه في جلسة خمر تبعها استهلاكهم للمخدرات و المؤثرات العقلية و تقاسموا حينها الأدوار، أين اتفقوا على أن   م  (ل.و) و (أ.ع.ق)، هما من يقومان بتسلق نافذة سلالم العمارة و يقفزا لشرفة شقة الضحية، في الوقت الذي يتكفل فيه المتهم الثالث (ب.ف) بالحراسة، ليلج المتهمان منزل الشيخ، أين تفاجآ بوجوده داخله و بدلا من توجههما للبحث عن أمواله، حاولا التخلص منه، فاصطدما بمقاولة عنيفة، دفعتهما للاعتداء عليه بالضرب المبرح، قبل رش جسده بالبنزين، في حين قام المدعو (أ.ع.ق) بتمزيق الوسادات بحثا عن أموال قد تكون داخلها و يرشها بالبنزين، ليخفي بصماته بعد أن يقوم بإضرام النار و توصل المتهمون لسرقة مبلغ مالي بالعملة الصعبة و هو الذي أرجعته عناصر الشرطة.
و أنكر المتهم الثاني (أ.ع.ق) اعتداءه على الضحية، مشيرا إلى أن الأول هو من وجه له رأسية أسقطه أرضا و اعتدى عليه بالضرب إلى غاية وفاته، بعد أن اقترح تقييد رجليه و يديه بقطعة قماش «شاش» يضعها الضحية على رأسه و قام بتغطية جسده عند وفاته بفراش ورشه بالبنزين، مؤكدا على أنه يبيع التمر رفقة المتهم الثالث و الأول هو من عرض عليهما فكرة سرقة أموال الضحية، دون أن يعلم بأن جريمة القتل ضمن المخطط الذي سطر له الأول.
من جهته المتهم (ب.ف)، أنكر الجرم المنسوب إليه، موضحا بأن المتهم الأول عرض عليه المشاركة في الجريمة و منحه دور حارس العمارة و هدده بعد قتله للشيخ، بضرورة دخوله إلى الشقة للمشاركة في الجريمة، مبينا بأنه شارك في عملية السرقة عن قناعة و لم يشارك في الجريمة التي طلب من المتهم الأول التوقف عن رش الضحية بالبنزين، لأنه قد يفجر العمارة.
و ذهبت الخبرة الطبية، للتأكيد على أن الضحية عليه آثار عنف و جمجمته أصيبت بأداة راضة، مع وجود تعفن على مجموع أعضاء جسده، إلى جانب تعرضه لإصابات مختلفة و معاينة آثار ضرب في عينيه و أكد ممثل النيابة في مرافعته، على أن الأفعال التي قام بها المتهمون توحي بخطورة الجرم الذي ارتكبوه، معتبرا بأن المتهم الأول هو العقل المدبر للجريمة.
أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى