لا يكاد يمرّ يوم، حتى يتم تسجيل حوادث مرور خطيرة بمنحدر فج «القعقاع» الخطير، بإقليم بلدية بئر مقدّم بولاية تبسة و الذي يطلق عليه مستعملوه «منحدر الموت» لكثرة الحوادث الخطيرة و المميتة في غالب الأحيان، التي يشهدها باستمرار، سيما أثناء تساقط الأمطار و الثلوج، ما يتسبب في توقف حركة السير و تعطل مصالح المسافرين.
و أصبح فج القعقاع، بمثابة نقطة سوداء للسائقين و المسافرين، الذين يجدون أنفسهم مجبرين على استعمال هذا الطريق، الذي يشهد كثافة كبيرة في السير، باعتباره المعبر الرئيسي الذي يربط ولاية خنشلة بتبسة مرورا ببلديات الشريعة و بئر مقدم و الحمامات، وتعبره آلاف المركبات يوميا.
هذا الوضع المرعب، الذي أضحى حديث الكثيرين، جعل مستعملي الطريق يطالبون بتهيئته، لتأمين حياة السائقين و مستعمليه و هو مطلب قديم جديد، فيما يناشد البعض الآخر،  تغيير وجهته أو إنجاز طريق آخر يمر عبر منطقة تازبنت. و استنادا للإحصاءات المقدمة من طرف مصلحة أمن الطرقات و الحماية المدنية و كذا جمعية السلامة المرورية، يمكن القول، بأن الجزء من الطريق الوطني رقم 83، يشكل نقطة سوداء، حيث يتم تسجيل عشرات الحوادث سنويا، رغم الاحتياطات المتخذة من قبل مديرية الأشغال العمومية لمعالجة هذه النقطة، للحد من عدد الحوادث و خاصة أثناء سقوط الأمطار.
مختصون في السلامة المرورية و تقارير مختلف مصالح الأمن المتابعة بدقة لملف حوادث المرور، كشفوا أن أسباب كثرة الحوادث في هذه المقطع، ترجع إلى الطبيعة الجغرافية، باعتباره منحدرا خطيرا و به منعرجات خطيرة للغاية، مع تحميل السائقين مسؤولية كبيرة في ما يسجل من حوادث يومية، بسبب السرعة خاصة بالنسبة لسائقي الشاحنات الثقيلة، الذين لا يلتزمون بقانون المرور وتعمد الحمولة الزائدة عن القانون و التهرب من إخضاع الحمولات إلى معيار الميزان، لتجنب مختلف المخاطر المحتملة و حماية أرواح المواطنين الأبرياء و هو ما يستدعي تضافر جهود جميع المتدخلين، خاصة مصالح و فرق الأشغال العمومية المكلفين بالصيانة ومعالجة النقاط السوداء في الطرقات و الانزلاقات، لتجاوز هذه المشكلة التي تتسبب في وفيات و إعاقات سنويا، ناهيك عن الخسائر المادية وتكبد خزينة الدولة خسائر معتبرة، مع التركيز أكثر على ضرورة تعزيز المنظومة التقنية و شروط السلامة المرورية بالطرقات و معالجة مسببات الحوادث بالمقاطع السوداء للتقليل من حجم الخسائر البشرية و المادية.            ع.نصيب 

الرجوع إلى الأعلى