سلّطت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، أمس، عقوبة الإعدام في حق المتهم بارتكاب جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و يتعلق الأمر بالمتهم (ص.ع.و) في العقد الثالث من العمر، مع تغريمه بمبلغ 250 مليون سنتيم، تعويضا عن الضرر المادي و المعنوي الذي لحق أفراد أسرة الضحية.
فيما برأت المحكمة ساحة صديقه المدعو (م.إ) في العقد الثالث من العمر، من جرم المشاركة في القتل العمدي، بينما التمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة الإعدام لكلا المتهمين.
القضية التي افتتحت بها الدورة الجنائية العادية، تمت المحاكمة خلالها وسط إجراءات وقائية داخل القاعة، حيث ميزها ارتداء الكمامات لهيئة المحكمة و ممثل النيابة و كاتب الضبط و كذا المتهمين، إلى جانب عناصر الأمن و هيئة المحلفين و قامت إدارة مجلس القضاء بوضع أشرطة لاصقة تحدد مكان وقوف كل متهم و مكان جلوس كل شخص في القاعة، وصولا لوضع شريط لاصق يحدد مسافة الآمان مع هيئة المحكمة.
و جرت وقائع القضية، عشية 17 من شهر جويلية من السنة الماضية، أين كان الطريق المحاذي لابتدائية العمري بن دادة و ثانوية الشيخ بوكفة بالحي المعروف باسم «الفيراي» مسرحا لشجار عنيف بين الضحية العسكري بإحدى الثكنات و الذي كان في عطلة مؤقتة و المتهم الرئيسي الذي كان على متن دراجة نارية رفقة المتهم الآخر.
و كان سبب الشجار، هو اتهام الضحية للجاني بالنظر إليه عند مروره بجنبه على متن الدراجة، ليتوجه الضحية للمتهم (ص.ع.و) و يدخلا في ملاسنات كلامية، سرعان ما تطورت إلى شجار عنيف، أدى بالطرفين لتبادل اللكمات، ليتدخل مواطنون و يفكوا الشجار و عقب صلاة المغرب، توجه الضحية صوب منزل الجاني، أين ذكر شهود عيان أنه كان بصدد طلب الصفح عما بدر منه و تقدم من المتهم الرئيسي و قام بمعانقته، و راودت الجاني حينها شكوك بأن الضحية يخطط للاعتداء عليه و طعنه، ليسل خنجرا ثم يطعنه طعنة واحدة، كانت كافية لإسقاطه أرضا غارقا في شلال من الدماء، ليلوذ بالفرار إلى وجهة مجهولة، ثم يسلم نفسه بعد يوم من الحادثة.
تقرير الطبيب الشرعي أكد على أن الوفاة سببها جرح عميق أصاب جهة الرئة اليسرى للضحية بعمق 1.5 سم، مع معاينة جرح بعمق 20 سم و كانت الوفاة نتيجة لصدمة خلفها نزيف دموي حاد، حيث اعترف الجاني أمس، بأنه هو من قام بطعن الضحية لوحده دون مشاركة صديقه المتهم معه في القضية و أنه هو من سل خنجره دون أن يمنحه المتهم الآخر الخنجر.
في الوقت الذي ذهب دفاع المتهم الثاني، للتأكيد على أن الترجمة المعتمدة للخبرة الطبية، بينت أن الجرح الثاني بعمق 20 سم، كان نتيجة العملية الجراحية التي أجريت لوقف النزيف الذي أصاب الضحية.            أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى