قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، في ساعة متأخرة من أول أمس، بمعاقبة4 متهمين ضمن شبكة وطنية مختصة في المتاجرة بالمخدرات، اثنان منهم ينحدران من مدينة وهران، بأحكام تراوحت ما بين 7 و15 سنة سجنا نافذا.
فيما التمس ممثل الحق العام ضد المتهمين، عقوبة المؤبد عن جناية حيازة المخدرات بطريقة غير مشروعة و التوزيع و التسليم و شراء قصد البيع، و تخزين و شحن المخدرات في إطار جماعة إجرامية منظمة.
حيث تتلخص وقائع القضية، في قيام المكلف بنقل المخدرات من حي قومبيطة بوهران إلى بلدية سيدي عمار بعنابة، بالتمويه عن طريق استغلال ابنته في رحلة نقل المخدرات، على أساس أنها ذاهبة للسياحة معه، بعد التواصل مع شخص من عنابة كان يقيم في وهران بهوية مزورة، لتسليمه المخدرات.
 و تعود التفاصيل، إلى تاريخ 27 أكتوبر 2018، عندما تلقت فصيلة الأبحاث للدرك الوطني بعنابة، معلومات دقيقة في الساعة الواحدة زوالا، مفادها قدوم مركبة مشبوهة تحمل ترقيم ولاية وهران إلى ولاية عنابة محملة بكمية معتبرة من المخدرات و بالضبط على مستوى بلدية سيدي عمار و على الفور تم تشكيل دوريات مكثفة بمحيط موقع التسليم المتفق عليه  و بعد فترة تم رصد سيارة سياحية من نوع «داسياستيبواي» رمادية اللون، على متنها شخص برفقته فتاة في مقتبل العمر، كانت تسير على الطريق غير المصنف المؤدي إلى قرية عين الشهود، ليتم تتبع مسارها إلى غاية دخولها إلى مسكن المتهم (ب.ف)، الذي يستغل جزءا من مقر سكنه كمرآب لتصليح السيارات و بعد اقتحام المسكن، عثر بداخله على المركبة المذكورة بالفناء و بحضور كل من (ب.ف) و صاحب السيارة القادم من ولاية وهران (ب.أ)، فيما كانت الفتاة داخل السيارة رفقة المتهم الثالث (ب.ح)، ليتم توقيف المجموعة و بعد تفتيش المركبة و فتح تجاويف الباب الخلفي الأيمن، تم العثور على 14 رزمة من الكيف المعالج ملفوفة بواسطة شريط لاصق و نفس الشيء بالنسبة للجانب الخلفي الأيسر، حيث عثر على 14 رزمة من الكيف المعالج ملفوفة و واحدة منزوعة الشريط بها 4 صفائح، حيث بلغت الكمية 149 صفيحة، أي ما يعادل 14.740 كلغ.
و خلال جلسة المحاكمة، اعترف المتهم (ب.أ) صاحب المركبة، بأن الكمية المحجوزة كانت موجهة للمتهم (ب.ح)، مصرحا بأنه تربطه به علاقة صداقة منذ وقت طويل حينما كان يتردد على مدينة وهران و لكونه ناقلا  غير شرعي، كان أحيانا يوصله إلى الملاهي الليلية هناك، أين تعرف عليه جيدا وتوطدت علاقته به، حتى اتصل به هاتفيا و طلب منه التوجه إلى أحد معارفه بحي قمبيطا في وهران لتسليمه كمية المخدرات لنقلها له إلى مدينة عنابة مقابل مبلغ 22 مليون سنتيم، فوافق على ذلك، حيث توجه إلى المكان الذي حدده المتهم (ب.ح) و التقى مع صديقه الذي سلمه الكمية و لما استلمها قام بوضعها بإحكام داخل تجاويف الباب الأيسر و الأيمن للمركبة و في يوم الوقائع، اصطحب معه ابنته البالغة من العمر 14 سنة و توجه نحو مدينة عنابة، حيث وصل في حدود الساعة السابعة مساء من نفس اليوم، أين مكث في أحد الفنادق بوسط المدينة و أعلم المتهم (ب.ح) بوصوله ضاربا له موعدا للالتقاء من أجل استلام المخدرات.
و لدى استجواب المتهم (ب.ح)، صرح أمام قاضي محكمة الجنايات، بأن المتهم (ب.أ) اتصل به منذ حوالي شهرين من تاريخ الوقائع و عرض عليه عبر الهاتف أن يحضر عنده إلى مدينة عنابة، من أجل العمل في ميدان المخدرات و بقي يتصل به و يسأل عن أحواله كونه يعرف ظروفه جيدا و أنه بقي في بمدينة وهران حوالي 5 سنوات بهوية أخرى تفاديا للأوامر بالقبض الصادرة ضده و عن قضية المخدرات، اتصل به في نفس اليوم و أخبره بأنه حضر إلى مدينة عنابة مع ابنته و حدد مكان اللقاء بالقرب من موقف سطمبولي على الساعة التاسعة ليلا، هناك عرض عليه صفيحة من المخدرات بـ 100 غرام، لإيجاد مشترين لكمية المخدرات الموجودة بحوزته، فوجد المشتري و يتعلق لأمر بـ (ش.أ) الملقب بالحاج و تم الاتفاق على مبلغ 500 مليون، حيث أخذ (ب.ح) 20 مليونا مقابل بيع المخدرات، إلى غاية اكتشاف الأمر و توقيفهم من قبل فصيلة الأبحاث للدرك الوطني. و لم يتم سماع (ب.ف) كونه توفي في السجن بعد توقيفه بفترة قصيرة، فيما أنكر البقية التهم الموجهة إليهم.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى