كشف والي عنابة، جمال الدين بريمي، أول أمس، عن  تعقد الحالة  الوبائية بالولاية  متحدثا عن انفجار الوضع بعد عيد الفطر و تحول وسط المدينة كله  إلى بؤرة لوباء كورونا ،  مؤكدا أن  الأحياء الشعبية و الراقية على حد سواءتسودها مظاهر الاستهتار و عدم التقيد بالإجراءات الوقائية قائلا أن  كل المؤشرات، توحي  بأن عنابة «تتجه إلى وضع البليدة و الجزائر العاصمة».
و أوضح الوالي ، في كلمته أمام أعضاء المجلس الولائي خلال دورته العادية المخصصة لدراسة مشروع الميزانية الإضافية، بأن خلية أزمة متابعة الوباء كانت متحكمة في الوضع إلى غاية شهر رمضان، ليبدأ الوضع يسوء بعد عيد الفطر و يتعقد بشكل رهيب، بتسجيل 288 حالة إلى غاية يوم الخميس، لتتطور في ظرف ثلاثة أيام بتسجيل 11، 15، 20 حالة على التوالي، مشيرا إلى امتلاء مصالح الاستقبال و تعب الطواقم الطبية.
و أضاف بريمي،  أنه تم منح الصلاحيات لرؤساء البلديات بالتنسيق مع خلية الأزمة، لاتخاذ إجراءات ردعية ضد المخالفين، مع برمجة خرجات ميدانية للمحلات و حتى محلات الأكل السريع، للوقوف على مدى التزامها بالإجراءات الوقائية.
كما ذكر المسؤول، بأن المسؤولية المباشرة يتحملها المواطن و ليس الدولة التي اتخذت جميع الإجراءات، بما فيها توزيع 300 ألف كمامة مجانا و رغم هذا، لا يتم استخدامها، كما نوه بالدور الكبير الذي لعبته المؤسسات الاقتصادية و رجال الأعمال في شراء العتاد الطبي للمستشفيات، خاصة فرع معهد باستور المخصص للكشف عن المصابين، جهزتها كل من مؤسسات (سيدار، فرتيال، اسمدال و ميناء عنابة) بمبلغ كبير.
من جهته مدير الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات، محمد ناصر دعماش، قدم تقريرا و حوصلة مخيفة عن الوضع الوبائي أمام أعضاء المجلس الولائي، قائلا « مصالح حفظ الجثث ممتلئة و تتم عملية الدفن تقريبا بشكل يومي في مقبرة بوقنطاس، في إشارة إلى أن الوفيات يوميا سواء بسبب الوباء أو بمضاعفات أمراض أخرى، ما يتطلب إخضاعهم للتحاليل و التشريح قبل الدفن لاتخاذ التدابير اللازمة، إلى جانب تحويل مرضى من ولايات مجاورة يتوفون بعنابة و يتم تسجليهم كوفيات بالولايات التي قدموا منها.  
واستنكر دعماش السلوكيات غير المنضبطة للمواطن، بالقول» هم يقودوننا إلى التهلكة»، مشيرا إلى قدوم أهالي شاب توفي بسبب كورونا للمستشفى، محاولين الاعتداء على الطاقم الطبي، بشكل هستيري، حيث كشفت التحقيقات عن كون المتوفى كان لا يرتدي الكمامة و مستهترا و يحضر لقاءات مع أصدقائه في حي الحجار.
كما أضاف دعماش، بأن معاناة الطواقم الطبية  بلغت حدا لا يطاق، حيث أصبح مواطنون يقتحمون مصلحة الكشف و التحاليل التابعة لمعهد باستور و يطالبون بإجراء التحليل بالقوة، مما يجعل الأطباء يفرون و يطالبون بالتدخل لحمايتهم .
و أرجع المتحدث سبب انتشار الفيروس بعنابة و تركزه في وسط المدينة، إلى الاستقطاب الاقتصادي و السياحي و كذا العلاجي من الولايات المجاورة، حيث أحصت المصالح المختصة، أكثر من 2 مليون مواطن على تراب الولاية في اليوم، في حين التعداد السكاني لا يتجاوز 700 ألف نسمة، في مؤشر صريح على حجم التوافد الكبير على عاصمة الولاية تسببه في نشر الوباء أكثر.
كما ربط مدير الصحة الانتشار المُقلق للوباء، بعدم انضباط المواطن بنسبة 85 بالمائة و كذا التجمعات العائلية و حفلات الزفاف، قائلا» البلدان التي تمكنت من التحكم في الوباء، كان بفضل انضباط شعبها و أضاف «الفيروس أذكى من الإنسان، فهو يعرف الهدف ويتنقل من شخص لآخر، يستقر بالجهاز التنفسي و يقضي على المريض، في حين الإنسان يقلل من خطره و لا يحمي نفسه».
و أفاد دعماش، بأن التحقيقات الوبائية تشير إلى أن 40 بالمائة من السكان حاملين للفيروس و يمكنهم نقل المرض إلى أشخاص مناعتهم ضعيفة، تظهر عليهم الأعراض بسرعة، خاصة كبار السن.                        حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى