دعا منتخبون بالمجلس الولائي، والي عنابة، أمس الأول، لمراجعة دفتر شروط كراء و استغلال الملاعب الجوارية الموزعة عبر تراب الولاية، بعد أن أصبحت مصدر صراع  و «فتنة» بين الجمعيات و الفرق الرياضية و كذا الرياضيين الهواة بالأحياء و البلديات.
و عرض منتخب بالمجلس الولائي، يوم الخميس الماضي، ملفا كاملا حول المشاكل المطروحة في تسيير الملاعب الجوارية، بعد ترخيص مصالح الولاية لجمعيات الأحياء قبل عامين، بالتصرف في 120 ملعبا معشوشبا اصطناعيا، عن طريق إجراء مزايدات مفتوحة بالبلديات، لمنح حق الايجار للملاعب الموجودة في حيزها الإقليمي لمدة سنة.
كما يعطي دفتر الشروط نوعا من الأولوية للنوادي الرياضية، للمشاركة في المزايدة دون ملف إداري و امتيازات أخرى، شريطة حيازة اعتماد ممارسة النشاط من قبل مصالح الولاية و الاتحادية التابعة لها.
و حسب عضو بالمجلس الولائي، دفتر الشروط يلزم جمعيات الأحياء، دفع الاشتراك الشهري لاستغلال الملعب مسبقا، كما تلزمها بضمان حمايتها من التخريب و الصيانة، كما تعطى الأولوية للفرق الرياضية في استغلال الملاعب في حال تساوي المبلغ المقدم في المزايدة، إلى جانب شروط تعجيزية رفعتها لجان الأحياء للمجلس الولائي، في مراسلة رسمية، منها التصريح بالعمال لدى الضمان الاجتماعي و التأمين على الملعب و غيرها من الرسوم و الأعباء.
كما أشارت الجمعيات، إلى أنها لا تملك أموالا في حساباتها لدفع ثمن الكراء مسبقا و تحمل جميع تكاليف الصيانة و غيرها من الأعباء، كونها لا تملك موارد دائمة تسمح لها بتغطية جميع النفقات، خاصة مع أزمة الوباء التي توقفت فيها الأنشطة الرياضية و توقفت معها مداخيل كراء الملاعب للمواطنين على مستوى الأحياء.
و ذكرت الجمعيات الموقعة على رسالة التدخل، حسب عضو المجلس الولائي، بأن الفرق الرياضية لديها مداخيل اشتراكات اللاعبين و الدعم المعتبر الذي تتلقاه من مختلف الهيئات الرياضية و المحلية.
حيث طالبت الجمعيات من والي الولاية، التدخل من أجل مراجعة دفتر الشروع الذي أصبح حسبهم تعجيزيا و يشبه دفتر شروط الصفقات العمومية و لا يتلاءم مع الواقع، كما أدى إلى حدوث صراعات و مشاكل مع الفرق الرياضية و كذا المواطنين و الرياضيين الهواة.
كما يلزم دفتر الشروط المبرم مع مستغلي الملاعب الجوارية، بعدد الحصص التدريبية و المنافسات الكروية التي تجري فوق العشب الاصطناعي، للحفاظ عليه و عدم استهلاكه في فترة قصيرة و كذا تمكن مختلف الفرق من أخذ نصيبها من لعب المباريات.
من جهته طلب والي عنابة بعد اطلاعه على المشاكل التي تتخبط فيها الملاعب الجوارية، تزويده بالملف الكامل من أجل دراسته و اتخاذ الإجراءات المناسبة و كان الوالي السابق، قد فتح المجال للخواص و النوادي الرياضية لكراء الملاعب الجوارية التي أنجزت حديثا وفقا لدفتر الشروط، بهدف الحفاظ عليها و ضمان صيانتها و حمايتها من التخريب، إلى جانب تكفل الجهة المستغلة بتنظيم حصص اللاعب طيلة أيام الأسبوع و فرق رزنامة مضبوطة وفقا للطلبات، لمنع احتجاج سكان الأحياء و الفرق الرياضية الناشئة على البرمجة.
و لجأت مصالح الولاية إلى هذا الإجراء، بعد إطلاق مشروع ضخم لإنجاز الملاعب الجوارية في السنتين الأخيرتين، تجاوزت عدد الملاعب الجديدة 120 ملعبا بمختلف البلديات و التجمعات السكنية الحضرية و الريفية، حيث تم استلام 77 ملعبا جواريا خلال السنة الماضية، بعد تخصيص غلاف مالي يتعدى 542 مليون دج، يخص مشاريع تهيئة الملاعب الجوارية.
و تم طرح تسيير هذه الملاعب التي استفادت منها البلديات في إطار صندوق دعم الجماعات المحلية إشكالا و بالتشاور بين مختلف المصالح، تم ضبط دفتر شروط لمنح استغلال الملاعب، غير أن تطبيق دفتر الشروط، كان غير ملائم لجمعيات الأحياء، بسبب طابعها التنظيمي و عدم قدرتها على خلق موارد مالية.
و في سياق متصل، تملك مديرية الشباب و الرياضة، ملاعب جوارية هي أيضا بالقرب من المركبات الرياضية، على غرار القاعة متعددة الرياضات السعيد براهيمي بالجسر الأبيض و ملعب بوزراد حسين و كذا الصفصاف، تستغل من قبل النوادي الرياضية الناشطة في أقسام الجهوي و ما بين الرابطات، لإجراء الحصص التدريبية، غير أنها تحتاج إلى إعادة التهيئة، خاصة أرضية الميدانية، بتجديد العشب الاصطناعي الذي تجاوز مادة صلاحيته، بالإضافة إلى رداءة الأشغال التي تم القيام بها في فترات سابقة و التي أدت إلى توقف اللعب بها كما حدث بملعب الصفصاف، باستثناء قاعات ممارسة الرياضات القتالية التي بقيت تستقبل الرياضيين .
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى