أرجع مدير الصحة و السكان لولاية سكيكدة، محي الدين تبر، التأخر المسجل في إرسال نتائج التحاليل، إلى تأخر المعهد الجهوي باستور في قسنطينة، الذي برّر ذلك بنقص كواشف التشخيص و هذا ما يفسر حسبه تزايد للحالات المشتبه بها على مستوى المستشفيات المرجعية، ببلوغها أزيد من 350 حالة، كاشفا عن اقتناء 50 قارورة للأوكسجين لسد أي عجز، نافيا وجود اكتظاظ بالمستشفى المرجعي الرئيسي كوفيد 19 سعد قرمش بعاصمة الولاية.
و أكد مدير الصحة للنصر، أن حالات المشتبه بهم في تزايد مقلق على مستوى المستشفيات المرجعية، بكل من سكيكدة، الحروش، عزابة، القل و تمالوس، ما بات يشكل قلقا كبيرا، لاسيما بالنسبة للمرضى الذين ينتظرون ظهور نتائج التحاليل بفارغ الصبر من يوم لآخر، لتأكيد إصابتهم بالفيروس من عدمها و التخلص من حالة الترقب التي يعيشونها يوميا.
و في هذا الخصوص، علمنا من بعض أهالي المرضى في اتصالهم بالنصر، بقلقهم جراء طول مكوث أبنائهم و أزواجهم في المستشفى المرجعي بسكيكدة، حيث اتصلت بنا عائلة من عين بوزيان تبدي قلقها عن ابنها بسبب انقطاع أخباره منذ عشرة أيام، بعد أن تم تحويله إلى مستشفى سكيكدة كحالة مشتبه بها و حالة مماثلة لامرأة من الحروش و آخر من عاصمة الولاية، حيث أصبحوا يعيشون لحظات من القلق بسبب تأخر ظهور نتائج التحاليل للاطمئنان عن حالة مرضاهم، على حد قولهم.
و أكد مدير الصحة بخصوص هذا الأمر، أن السبب الرئيسي وراء تأخر وصول نتائج التحاليل للمشتبه بهم، يعود إلى المخبر الجهوي باستور في قسنطينة، الذي برر ذلك بنقص كواشف التحاليل، حيث لم تصل أي نتائج بخصوص العينات المرسلة منذ ثمانية أيام، ما جعل حالات المشتبه بهم في تزايد مستمر من يوم لآخر، ببلوغها أزيد من 350 حالة.
و بلغة الأرقام و حسب البلديات، سجلت سكيكدة حسب آخر إحصائية بتاريخ 7 جويلية، 144 حالة مشتبه بها، الحروش 82، عزابة 20، رمضان جمال 15، صالح بوالشعور 10، تمالوس 17، سيدي مزغيش 12، القل 9، الحدائق8، عين بوزيان8، بينما سجلت بلديات امجاز الدشيش، بكوش لخضر، عين قشرة، أولاد أعطية 6 حالات لكل واحدة.
مواطنون ببلدية الحروش يطالبون بفرض الحجر
و دفع تزايد الملفت للحالات المشتبه بها على مستوى المستشفيات المرجعية، مصالح الولاية، إلى اتخاذ جملة من الإجراءات و التدابير الوقائية لمجابهة تفشي جائحة كورونا، منها على وجه التحديد توقيف حركة المرور المؤدي إلى شواطئ بلديتي بن عزوز و المرسى و تجديد فترة الحجر ببلدية خناق مايون لعشرة أيام إضافية، كما أثارت الوضعية تخوف مواطني بعض البلديات و مطالبتهم بفر ض حجر جزئي كما هو الحال ببلدية الحروش التي تحولت إلى بؤرة للوباء في الآونة الأخيرة.
عائلات تبدي قلقها عن حالة مرضاها
و هنا أراد محدثنا التوضيح بأن المستشفى المرجعي الرئيسي كوفيد 19 بعاصمة الولاية، لا يعاني من أي ضغط و مازالت الأسرة شاغرة بعديد المصالح، عكس ما يشاع، لأن إدارة المستشفى شرعت، يضيف، في اعتماد نظام جديد وفق توجيهات الوزارة الوصية، بالسماح بخروج أصحاب الحالات الخفيفة و وضعها تحت الحجر المنزلي، بينما تترك أسرتهم للحالات الصعبة و السيئة و الوضعية تسير بصفة عادية.
اقتناء 50 عبوة أوكسجين لسد العجز بمصالح الانعاش
و أضاف محدثنا، بأن المستشفيات المرجعية التي تم فتحها بكل من عزابة، الحروش و القل و تمالوس، سمحت بتخفيف الضغط باستقبالها لحالات المشتبه بهم و الحالات المؤكدة، مشيرا إلى أن اعتراض بعض الجمعيات على اختيار موقع مصلحة كوفيد 19 داخل مستشفى الحروش و مطالبتهم بتحويله إلى موقع يكون بمعزل عن المستشفى، لا يستند إلى أساس مدروس، مضيفا بأن مديرية الصحة لها أطباء و مستشارون تلجأ إليهم في مثل هكذا حالات، مجددا تأكيده على أن المصلحة تم فتحها بعد دراسة و تخطيط و لم تتم بصفة عشوائية كما يعتقدون، واصفا الوضعية داخل هذه المستشفيات بالجيدة.
و ضمن نفس السياق، كشف محدثنا عن فتح وحدات ثانوية مخصصة في فحص و مراقبة الحالات الخاصة بكوفيد 19 في كل من بلديات سكيكدة، القل، الحروش، عزابة، تمالوس، سيدي مزغيش، عين قشرة، أولاد أعطية، بن عزوز، مشيرا إلى أن العديد من المسؤولين انتقلت عدوى الفيروس إليهم، كما هو الحال بالنسبة للمرحوم رئيس دائرة الحروش، بالإضافة إلى بعض المنتخبين و رؤساء البلديات و طواقم طبية و شبه طبية، يتابعون العلاج، منهم من تماثلوا للشفاء و غادروا المستشفى.
و بخصوص ما يشاع عن فتح مخبر خاص بولاية سكيكدة، أكد مدير الصحة أن الأمر تم التشاور بشأنه مع لجنة مختصة لهذا الغرض و قد تلقى تطمينات بقرب تجسيد هذا المشروع، لكن لحد الآن لا يوجد أي شيء ملموس من هذا القبيل، مشيرا إلى أن إعلان الوزير بفتح مخبر عبر كل الولايات، أعطى لنا الأمل بإمكانية تجسيد هذا المقترح الذي بات مطلب الجميع هنا في سكيكدة، بسبب تزايد الحالات.
أطباء يرفضون العمل بالمستشفى المرجعي
و كشف محدثنا عن اقتناء مصالحه لـ 50 عبوة أوكسجين، من أجل سد أي عجز قد يسجل على مستوى مصالح الانعاش بالمستشفيات المرجعية، مضيفا بأن المشكلة الرئيسية التي تواجههم حاليا، تتمثل في تأخر التحاليل المخبرية من المخبر الجهوي بقسنطينة و كذا النقص الفادح في وسائل الوقاية، لاسيما بالنسبة إلى اللباس و كذا الأقنعة الطبية الخاصة بالأطباء و الطاقم شبه الطبي العامل بالمستشفيات المرجعية، لأن المخزون غير كاف في ظل تزايد حالات المرضى.
و بشأن رفض أطباء العمل بالمستشفى المرجعي بسكيكدة، أكد محدثنا أنه تفاجأ لهذا الأمر، بعد رفض الشريك الاجتماعي انتداب أطباء للعمل في هذه المصلحة و تركه الحرية لاختيار الأطباء و مدى استعدادهم، معتبرا بأن الوضع الحالي للبلاد لا يتطلب وجود رغبة، فالوضعية حسبه تتطلب تجند الجميع و أعطى مثالا بأطباء متطوعين سارعوا لتسخير وقتهم و العمل مع المرضى دون شرط أو قيد، مؤكدا أن مصالحه ستحتكم للقانون و ستتخذ إجراءات صارمة حيال كل من يرفض العمل في المستشفى المرجعي.
و أكد محدثنا، أن الوضعية بولاية سكيكدة تسير بشكل جيد، لأن مصالحه استبقت الأمور منذ ظهور الوباء و اتخذت الإجراءات مسبقا في كل الجوانب، قبل وصول تعليمات وزارة الصحية و الوضعية متحكم فيها.
كمال واسطة

الرجوع إلى الأعلى