تتوقع ولاية قالمة، نهضة اقتصادية و اجتماعية واعدة في غضون السنوات القليلة القادمة، عندما تكتمل مشاريع الطرقات السريعة الجارية حاليا على عدة اتجاهات حيوية إلى الشرق و الشمال و الجنوب، في تحول كبير للبنية التحتية للطرقات الكبرى، التي ظلت عائقا أمام تطور المنطقة على مدى سنوات طويلة.
 و بالرغم من موقعها الاستراتيجي الذي يتوسط 6 ولايات و قربها من السواحل و الأقطاب الصناعية و التجارية الكبرى بشرق البلاد، إلا أن ولاية قالمة ظلت معزولة عن الحركية الاقتصادية و الاجتماعية بولايات الجوار، بسبب تردي شبكة الطرقات و افتقادها للمرونة و الجاذبية المحفزة على تدفق المسافرين و قوافل التجارة و توسيع العلاقات الثقافية و الاجتماعية مع سكان الولايات الست المجاورة، هي عنابة، قسنطينة، سكيكدة، الطارف أم البواقي و سوق أهراس.  
و يعتمد اقتصاد ولاية قالمة، على 3 قطاعات رئيسية، هي السياحة و التجارة و الزراعة و تحتاج هذه القطاعات الحيوية إلى شبكة طرقات برية متطورة، حتى تنتعش أكثر و تدعم الاقتصاد المحلي المتعثر.
و ظل مطلب سكان قالمة ببناء طرقات متطورة مؤجلا على مدى سنوات طويلة، قبل أن تستجيب الحكومة بداية من سنة 2013 عندما وافقت على بناء الطريق السريع النافذ إلى السيار شرق غرب على مسافة 37.5 كلم، يبدأ من مدينة قالمة و يمر بمدن هليوبوليس، قلعة بوصبع، نشماية و عين الباردة بولاية عنابة. و عندما انطلق المشروع يوم 6 ديسمبر 2014، ساد التفاؤل وسط سكان قالمة ببناء منفذ الأمل و إنهاء أزمة سير استمرت سنوات طويلة، لكن المشروع الحلم أصابته لعنة التعثر مرة أخرى متأثرا بقضايا الفساد التي تعصف بكبرى الشركات الوطنية العمومية و الخاصة.
و قال والي قالمة أمام الدورة الأخيرة للمجلس الشعبي الولائي، بأن إعادة بعث مشروع الطريق السريع النافذ إلى السيار شرق غرب، مرهون بإعادة هيكلة إحدى الشركات الخاصة الحائزة على مقطع هام من المشروع و تعيين مسير جديد لها.   
و على النقيض تماما من مشروع الطريق السريع النافذ إلى السيار شرق غرب، فإن العمل يتواصل بفعالية كبيرة بمشروع ازدواجية الطريق الوطني 20 بين مجاز عمار و مدينة وادي الزناتي على مسافة 30 كلم و مشروع ازدواجية الطريق الوطني 16 من حدود ولاية سوق أهراس إلى الطريق السيار شرق غرب قرب بلدية عين بن بيضاء على حدود ولايتي عنابة و الطارف على مسافة 42 كلم، للقضاء على أزمة السير الخانقة التي ظلت عائقا كبيرا أمام تدفق السياح و قوافل التجارة إلى قالمة القطب الزراعي و السياحي الواعد.
و يسابق المهندسون الزمن و في تحد كبير للجغرافيا الصعبة، لبناء المحور الثاني من الطريق الوطني 20 أحد أهم الطرقات الوطنية العابرة لإقليم ولاية قالمة، حيث تعبره أكثر من 12 ألف مركبة كل يوما أغلبها من الوزن الثقيل الذي زاد من تعقيدات الوضع و حول المسار الممتد من مجاز عمار إلى حدود ولاية قسنطينة إلى جحيم حقيقي، حيث تمتد الطوابير ساعات طويلة كل يوم و يضيع المسافرون وقتنا ثمينا قبل الخرج من الزحام و منعرجات و منحدرات الموت.
و بالإقليم الشرقي لولاية قالمة، يخوض المهندسون تحديا آخر على مشارف جبال بني صالح التاريخية لبناء طريق مزدوج هام يقضي على أزمة السير من سواحل عروس البحر بونة الجميلة، إلى سوق أهراس مرورا بمدن مجاز الصفاء بوشقوف، وادي فراغة و عين بن بيضاء بولاية قالمة.
و قد بدأت معالم الطرقات الجديدة تتشكل بولاية قالمة و يتوقع أن تتراجع أزمة السير في غضون سنتين و تستعيد قطاعات السياحة و التجارة و الزراعة حيويتها و تؤسس لمستقبل اقتصادي جديد تدعمه شبكة متطورة من الطرقات البرية، في انتظار بعث مشروع خط السكة الحديدية الشهير المتوقف عن العمل منذ استقلال البلاد.
فريد.غ       

الرجوع إلى الأعلى