عاش سكان مشاتي حجر بوريون، لكراشة و بني احمد ببلدية بوحمدان الواقعة غربي قالمة، يوما عصيبا مرعبا عندما داهمهم حريق كبير مساء الأحد و قلب حياتهم الهادئة المطمئنة رأسا على عقب، حيث كادوا أن يفقدوا أرواحهم عندما حاولوا الصمود و مواجهة ألسنة النيران المتأججة و هي تلتهم المنازل و المراعي و العتاد الزراعي و أعلاف المواشي و تقتل دجاج المداجن و تدمر المناحل و بساتين التين الشوكي و أشجار الفواكه الأخرى، التي تعد مصدرا لمعيشة السكان بواحدة من أفقر الأقاليم الجبلية في ولاية قالمة.
ففي غضون ساعات قليلة، تحول كل شيء إلى رماد و تحطمت آمال و أحلام السكان عندما فقدوا كل شيء و أصيبوا بصدمات عنيفة أوصلتهم إلى المستشفى. و كادت مأساة نشماية صيف 2019 أن تتكرر ببلدية بوحمدان صيف 2020 و السبب واحد، هو الاستهتار و الإجرام المدمر للحياة.
يقول سكان المنطقة المنكوبة و شهود من بلدية بوحمدان للنصر، بأن الحريق قد خادع الجميع، حيث اعتقد السكان أن الدخان المتصاعد من بعيد قد يكون نتاج حريق بسيط ستدفع به الرياح إلى أحراش و أدغال غير آهلة بالسكان، لكن تطور الوضع بسرعة مذهلة و غيرت الرياح القوية مسار الحريق و دفعت به من الغرب إلى الشرق باتجاه المشاتي المنكوبة و مركز بلدية بوحمدان، حيث تحولت جهود حماية الغابات و المراعي و الأحراش، إلى دفاع مستميت عن السكان و الممتلكات.
كان يوما مرعبا عندما اقتربت النيران المتأججة من المباني السكنية الغارقة وسط الأدغال و الغطاء النباتي الجاف.  
الوضع الخطير، دفع بفرق الإطفاء إلى إجلاء السكان و مساعدتهم على مواجهة الخوف و الصدمات العنيفة و هم يرون منازلهم تحترق و ممتلكاتهم تتحول إلى رماد، في حين حاول البعض منهم مواجهة النيران لكن بدون جدوى.
يقول العضو بالمجلس الشعبي البلدي ببوحمدان و المشارك في عملية الإطفاء «عصام دبابي» متحدثا للنصر « كان مشهدا مرعبا، لم أكن أتوقع بأن الحرائق تنتشر بكل هذه السرعة المذهلة، كانت الرياح القوية تحمل الجمر المشتعل و تلقي به وسط الأدغال و المراعي البعيدة، فيندلع حريق آخر هنا و هناك، اعتقدت بأن الوضع قد خرج عن السيطرة و أن الجدار الذي شكلته فرق الإطفاء حول المنازل و الممتلكات الأخرى قد انهار، كنت أتنقل من جبهة إلى أخرى لتقديم الدعم، رأيت سكان بوحمدان يتوجهون بقوة إلى خط النار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، رأيت كيف يستميت رجل الغابات و الحماية المدنية في مواجهة خطر الموت عندما تطوقهم النيران من كل الجهات، ساعات قليلة كانت كافية لتدمير الحياة البرية بواحدة من أجمل الأقاليم الجبلية ببلدية بوحمدان».
 و في انتظار الحصيلة الرسمية لكارثة بوحمدان، تحدث سكان المشاتي المتضررة و شهود شاركوا في عمليات الإخماد، بأن الخسائر المادية كانت كبيرة، حيث تضررت عدة منازل و نفقت أعداد كبيرة من الدجاج بالمداجن و لحقت أضرار كبيرة بعتاد فلاحي و فقد الناس بساتين الأشجار المثمرة و أعلاف المواشي و فوق كل هذا، أصيب الكثير منهم بصدمات و حزن كبير عندما خمد الحريق تاركا وراءه دمارا و سوادا على مد البصر.        فريد.غ        

الرجوع إلى الأعلى