شرعت مؤسسة عنابة نظيفة، أول أمس، في تعقيم وتنظيف الفضاءات السياحية وكذا الخاصة بالنزهة عبر إقليمي بلدية عنابة والبوني ،حيث كانت الانطلاقة بالشريط الساحلي على مستوى حي سيبوس ببلدية عناية و حي سيدي سالم بالبوني، و تم وضع حاويات جديدة ودهن الأرصفة، مع تعقيم وتطهير النقاط التي تشهد تردد العائلات والزوار.
وحسب مصالح ولاية عنابة، فقد تم تجنيد جميع المؤسسات والهيئات المعنية بموسم الاصطياف، من أجل تحيين الإجراءات المتخذة، وفقا للشروط الوقائية التي أقرتها المصالح الصحية قبل فتح الشواطئ، حيث سيم فتحها بشكل حذر بولاية عنابة، خاصة مع الارتفاع المقلق لحالات الإصابة، حيث تم تسجيل 41 إصابة جديدة يوم الخميس و قبلها 27 إصابة حسب ما أعلنه موقع وزارة الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 621 إصابة مسجلة بالولاية.  
و أمام ارتفاع الإصابات، ذكرت مصادرنا أن مصالح الولاية ستقوم بفتح المساجد والشواطئ بشكل حذر، خاصة أماكن النزهة والترفيه و الاستجمام، كونها تستقطب عددا كبيرا من الزوار، خاصة في هذه الفترة التي يتعطش فيها المواطنون للتوجه إلى الشواطئ، بعد 5 أشهر من الحجر و إقرار إجراءات وقائية صارمة للحد من انتشار الوباء.
من جهتها مصالح الشرطة والدرك الوطنيين، تحضران لمخطط خاص، للتحكم في حركة السير بالمناطق السياحية، خاصة الكورنيش وكذا السهر على تنفيذ الإجراءات الوقائية على أرض الواقع، حيث يتم الانتقال من تطبيق قرار منع دخول الشواطئ، إلى الترخيص بالدخول، لكن تحت مراقبة المصالح الأمنية بالتنسيق مع مختلف الهيئات الصحية وكذا البلديات.
من جهتها استدعت مصالح الحماية المدنية، أعوان حراسة الشواطئ الموسميين، من أجل الالتحاق بالشواطئ للتكفل بحماية المصطافين، بعد إخضاعهم لعملية تكوين في كيفية الإنقاذ في حالة الغرق وكذا تقديم إرشادات للمواطنين، كما ستسند لهم مهام إضافية هذا الموسم، من أجل السهر على التقييد بالإجراءات الوقائية والتباعد الجسدي والحفاظ على نظافة الشواطئ.
من جهتها عملت مختلف المصالح على وضع الشواطئ في حالة جاهزية، بتنظيفها وتهيئة المداخل والمخارج و وضع حاويات القمامة وتغيير الكراسي الخشبية الموجودة على طول الكورنيش وكذا إصلاح مصبات المياه القذرة.
و كان والي عنابة، قد ترأس شهر فيفري الماضي، اجتماعا تحضيرا لموسم الاصطياف، حيث تم اتخاذ تدابير تنظيمية مُحكمة، ليكون موسم اصطياف ناجحا رغم الوباء، مع توفير الظروف الملائمة بتجهيز الشواطئ و توفير الأمن، النقل، الإنارة العمومية، التغطية الصحية و غيرها من الجوانب المساعدة على  راحة الزوار.
و حرص الوالي من خلال تعليمة وجهها لمختلف المصالح، على ضمان مجانية الشواطئ وعدم احتلالها وحجز مساحات كبيرة بالشمسيات والكراسي، والتصدي بحزم لجميع المخالفين لضمان الراحة للمصطافين وزوار المدينة، كما أمر بتعيين مسؤولين عن كل شاطئ، مهمتهم متابعة حركة الوافدين ومدى تطبيق تعليمات وزارة الداخلية والجماعات المحلية وتدوين النقائص المسجلة و رفع تقرير مفصل لمصالح الولاية لمتابعة الموضوع.   
 كما جهزت مصالح البلديات، الشواطئ بمختلف المرافق، منها الحمامات والمراحيض ومراكز الحراسة الخاصة بالأمن والدرك الوطني، بهدف السهر على راحة المصطافين، بعد قرار الفتح التدريجي للشواطئ.
و تتوقع مديرية السياحية والحماية المدنية، استقطاب عدد كبير للمصطافين هذه السنة، بعد إعادة فتح الشواطئ، بسبب طول فترة الحجر الصحي في البيوت، حيث تنتظر جميع العائلات الخروج من الأزمة والذهاب للفضاءات السياحية وكذا الشواطئ، للترويح عن النفس والتخفيف من قلق البقاء في البيوت لمدة 5 أشهر متتالية.
كما يتوقع الناشطون في القطاع السياحي، انتعاش السياحة الداخلية بعد تخفيف الإجراءات الاحترازية لدخول السياح إلى مختلف البلدان وكذا توقف منح التأشيرات، ما يساعد على تخطيط الأسر الجزائرية للبقاء في أرض الوطن لقضاء العطلة الصيفية واكتشاف المدن السياحية التي تملك مقومات طبيعية ساحرة، ينقصها الاهتمام وتوفير مرافق الراحة والترفيه وكذا الإقامة.  
في نفس السياق، سيُشجع تأخير الدخول المدرسي هذا الموسم إلى شهر أكتوبر، الجزائريين على التنقل وقضاء العطلة الصيفية وكذا التخييم بالشواطئ على غير العادة، حيث كانت الشواطئ تبدأ في توديع المصطافين القادمين من الولايات الداخلية في الأسبوع الأخير لشهر أوت من كل سنة، غير أن هذا الموسم سيكون استثنائيا، بتفرغ الجزائريين للسياحة والاستجمام مرة أخرى بعد عيد الأضحى المبارك، حيث سيكون هناك متسعا من الوقت لبرمجة خرجات والتنقل للسياحة والاستجمام إلى غاية الفاتح من شهر أكتوبر.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى