منع عشرات السكان يوم أمس، جرارات و شاحنات نقل القمامة التابعة لبلديات دائرة الجعافرة و بلدية ثنية النصر شمال ولاية برج بوعريريج، من تفريغ حمولاتها، مبدين استياءهم مما أصبحت تمثله من تهديد على صحة السكان المجاورين و كوارث بيئية لتواجدها وسط الغابة.
متحدثين عن تهديدات الحرائق، حيث شهدت المنطقة، نهاية الأسبوع، حريقا مهولا أتى على عشرات الهكتارات من الأحراش و الأشجار الغابية و الذي انتقلت شرارته الأولى من المفرغة حسب المحتجين، بسبب الحرق العشوائي للنفايات بالموقع.
و ناشد سكان المناطق المجاورة للمفرغة الفوضوية المتواجدة بأعالي منطقة تاركابت وسط الغابات الواقعة بإقليم دائرة الجعافرة، السلطات الولائية للتدخل، لما تمثله هذه المفرغة من تهديدات، خاصة وأن المفرغة تستقبل النفايات المنزلية لأربع بلديات و تقع قبالة قريتي أفيغو والموتن التابعتين لبلدية ثنية النصر، ما أضحى يمثل تهديدا حقيقيا على صحتهم، فضلا عما تخلفه  النفايات و أكوام القمامة المنتشرة وسط الغابة و بجوار الطريق الولائي رقم 43، من مخاطر بيئية و ايكولوجية بالمنطقة، سيما خلال فترات حرق النفايات، حينما تنتشر غيوم الدخان و الروائح الكريهة بجوار تجمعاتهم السكانية، ما حول حياتهم إلى جحيم حسب وصفهم و زاد من معاناتهم بمنطقة تفتقر للمرافق الترفيهية و الشبانية.
وقد تنقل رئيس دائرة الجعافرة و رؤساء البلديات المعنية، أين تم التأكيد على أن الإشكال يعود إلى انعدام العقار المخصص لرمي النفايات بالمنطقة، فضلا عن استغلال هذه المفرغة الفوضوية من قبل أصحاب ورشات الخياطة و المذابح لرمي فضلاتهم و مخلفات نشاطهم من المواد المستعملة في ورشات الخياطة سريعة الاشتعال، على غرار المواد المطاطية والبلاستيكية و القماش و الورق.
 ناهيك عن المتابعات القضائية المستمرة لمحافظة الغابات للبلديات في حال نقل القمامة إلى أماكن أخرى وسط الغابة، ما أوجد بحسبهم صعوبة في اختيار أماكن مناسبة للتخلص منها، فيما دعا رئيس الدائرة المحتجين إلى السماح لشاحنات نقل القمامة بالتفريغ و إمهال مصالحه بعض الوقت لإيجاد حل نهائي لهذا المشكل.
وفي اتصال برئيس بلدية القلة، أكد على أن مصالحه تعاني من مشكل حقيقي في هذا الجانب، مشيرا إلى اقتناء البلدية لشاحنة قمامة ضاغطة بمبلغ 700 مليون سنتيم، لتسهيل عملية نقلها إلى مركز الردم التقني بالبرج، إلى جانب بلدية الجعافرة، لكن مقترحهم قوبل بالرفض بحجة الضغط الكبير بالمركز، ما حتم عليهم التخلص منها في المفرغة الفوضوية، إلى حين انجاز مركز للردم التقني بالمنطقة، مشيرا إلى انتظار ما سيسفر عنه اللقاء المبرمج مع مصالح مديرية الغابات و مديرية البيئة و مديرية الفلاحة و مديرية الموارد المائية، لبحث حل لمشكل المفارغ الفوضوية التي تنتشر وسط الغابات وكذا للبحث عن مكان ملائم لإنجاز مفرغة عمومية في المنطقة بتأثيرات أقل على البيئة و إبعادها عن الغطاء الغابي و منابع المياه.
غير أن الحلول بقيت ضئيلة في ظل النقص المسجل في العقار بالمنطقة بصفة عامة و النقص الكبير المسجل في العقار الملائم لإنجاز مثل هذه المشاريع التي تتطلب أماكن بعيدة عن التجمعات السكانية والغابات ومنابع المياه.
وتبقى هذه الحلول ترقيعية، حسب المحتجين، رغم إعطاء وعود منذ سنة 2016، بتسجيل مشروع لمركز الردم التقني لبلديات دائرة الجعافرة، الذي ينتظره سكان المنطقة لإنهاء مشكل التلوث البيئي و تأثير المفارغ الفوضوية على الغطاء الغابي بالمنطقة و الذي تم اختيار موقعه على مستوى منطقة أولاد خليفة و على أرضية بمساحة 7 هكتارات، تعود ملكيتها لأملاك الدولة، بعيدة عن الغطاء الغابي، كما أنها قريبة من مختلف بلديات الدائرة و من شبكة الطرقات، ما من شأنه إنهاء مشكل العقار الذي بقي يمثل أهم عائق على مدار السنوات الفارطة لتسجيل المشروع.
ع/بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى