شرعت، بداية الأسبوع، لجنة مختلطة مشكلة من مصالح مديرية النقل، الشركة الوطنية لسكك الحديدية و كذا بلدية البوني، في وضع الترتيبات الأخيرة لإنشاء ثلاث نقاط حراسة لسكة القطار، اثنان على مستوى حي الصرول و ممر بمدخل حي واد النيل، بعد الحصول على الموافقة النهائية من مصالح وزارة النقل .
و استنادا لمصدرنا بمديرية النقل، فسيتم إنجاز ممرات علوية على مستوى نقاط التقاطع و العبور، من أجل إزالة الممرات السطحية نهائيا، لتفادي الحوادث و كذا التقليل من سرعة القطار التي لا تساعد المسافر، في إطار مشروع وطني يضم إنجاز 74 ممرا علويا، حيث تمت إعادة تصنيف بعض النقاط السوداء، مع إمكانية إنجاز أنفاق أرضية لتفادي وقوع الحوادث.
و جاء تحرك المصالح المعنية، بعد عدة نداءات استغاثة من سكان المنطقة، نتيجة لحصد القطارات التي تمر على نفس المسار، عشرات الأرواح و كان النائب البرلماني، عبد الوهاب دايرة، قد دق ناقوس الخطر، بشأن هاجس حوادث القطار الذي يحصد في كل مرة مزيدا من الأرواح، بينهم أطفال، بالتجمعات السكنية القريبة من خط السكة الحديدية في بلدية البوني، في رسالة وجهها لوزارة النقل و الأشغال العمومية.
و تطرق دايرة إلى معاناة سكان الصرول و واد النيل، بعد الحادث الذي أودى بحياة شاب و طفل دهسهما القطار المار عبر خط عنابة سيدي عمار، حيث تسجل باستمرار الحوادث المميتة التي تتسبب فيها عربات القطارات بالمعابر غير المحروسة، على غرار تلك الموجودة بمداخل و مخارج حي الصرول و عند منطقة عين الشهود و واد النيل ببلدية البوني و الشعيبة بسيدي عمار .
كما ذكر النائب البرلماني و هو ابن حي الصرول، بأن الأحياء القريبة من خط السكة الحديدية، تم إنشاؤها في سنوات الثمانينيات بشكل عشوائي و بدون تخطيط مسبق، حيث يعاني سكانها من واقع أليم و لسوء حظهم أنها أنشئت بجانب خطوط السكك الحديدية غير المحروسة .
و أكد المتحدث، على أن غياب الحراسة بممرات القطار بالمناطق العمرانية و انعدام صفارة قوية تنذر بقدوم القطارات، مازال يرعب المواطنين و أصحاب المركبات و الأطفال الأبرياء الذين لا يجدون مكانا يلعبون فيه سوى اللهو بالقرب من تلك الخطوط، مشيرا إلى أن هناك العشرات من الضحايا من مختلف الأعمار، سقطوا تحت عجلات القطار في السنوات الأخيرة و كان آخر الضحايا، حادثة دهس القطار لمواطن بمنطقة (الزيتونة) بحي الصرول و طفل يبلغ من العمر 4 سنوات بحي واد النيل و القائمة مازالت مفتوحة حسب النائب.
كما أوضح دايرة، بأن مواطني هذه الأحياء، كانوا ينتظرون تجسيد مشروع خط السكة الحديدية رمضان جمال - عنابة على مسافة90 كلم بفارغ الصبر، من أجل إلغاء الخط القديم الذي يعبر التجمعات السكنية المذكورة.
و لم تكتمل الأشغال التي أسندت لشركة (أو.أش. أل) الإسبانية في 2007 و كان من المفروض تسليمه في 2014، حيث تم تخصيص غلاف مالي له يقدر بـ 37 مليار دج، يمتد على مسافة 35 كلم بإقليم ولاية عنابة و 55 كلم بإقليم ولاية سكيكدة، لكن تعثر المشروع زاد من معاناتهم حسبه.
و ناشد النائب، وزير الأشغال العمومية و النقل، من خلال الرسالة، التدخل من أجل حل عاجل للوضعية المأساوية لسكان تلك المناطق التي يعبر خط القطار موقعها، عن طريق تغيير مسار خطوط السكك الحديدية، لتكون بعيدة عن المناطق العمرانية و وضع حراسة على الممرات مؤقتا لتفادي مزيد من الضحايا.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى