قالت، مديرية المنطقة اللوجيستيكية غير المرفئية الواقعة ببلدية تيكستار شرق ولاية برج بوعريريج، و التابعة لمؤسسة ميناء بجاية، أن طول مدة الاجراءات اللازمة لتحويل جهاز السكانير الجديد الذي اقتنته مؤخرا، قد يعجل بقرار الغلق الذي سيطبق على جميع المناطق اللوجستيكية والموانئ التي تفتقر لجهاز سكانير لمراقبة حركة السلع والبضائع والحاويات.
و أكدت، على اقتناء جهاز سكانير جديد متواجد بمدينة مارسيليا، و لم يبق سوى استكمال الإجراءات القانونية والتنظيمية لتحويله، و التي قد تطول مدتها لشهرين، ما دفع الإدارة إلى طلب ترخيص استثنائي خلال هذه المدة، في انتظار وصول الجهاز الجديد، ومن ذلك زوال داعي الغلق بعد القرار المتخذ على المستوى الوطني بتوقيف نشاط جميع المناطق اللوجيستيكية التي تفتقر لجهاز سكانير، كما أشارت مديرية الميناء الجاف إلى مراسلة المصالح المعنية، للحفاظ على هذا المكسب قبل استيفاء المدة القانونية لتطبيق القرار.
ويعد الميناء الجاف المنجز ببلدية تيكستار، أول منطقة لوجيستيكية غير مرفئية  تابعة لمؤسسة ميناء بجاية، ويتوفر على ميزات وخصائص هامة مساعدة على تطوير وتسهيل حركة التصدير والاستيراد بالمدن الداخلية و بمنطقة الهضاب العليا، خاصة و أنه لا  يبعد عن الطريق السيار سوى بمسافة 04 كيلومترات، فضلا عن قربه من الطريق الوطني رقم 05، ومزود بخط خاص للسكة الحديدية، تكفلت به مؤسسة ميناء بجاية، و قد كلف حسب ذات المصدر أكثر من 03 مليارات دينار في المرحلة الاولى من المشروع، لتصل التكلفة 10 مليارات دينار، بعد التوسعة بمساحة 50 هكتارا، ما حوله إلى قطب لوجيستيكي نموذجي، يوفر حوالي 100 منصب شغل حاليا، ويهدف للوصول إلى 400 منصب عمل، فضلا عن مناصب العمل غير المباشرة.
وتوقفت حركة التصدير والاستيراد من هذا الميناء، بتوقيف النشاط به، بعدما كان يشهد حركية متزايدة على مدار السنوات الفارطة، في نقل الحاويات من ميناء بجاية عن طريق السكة الحديدية، ما أهله لاحتلال المرتبة الثانية في نقل البضائع بعد نقل الوقود، إضافة إلى تعاقد المؤسسة مع أغلب شركات الشحن البحري، و06 شركات دولية متخصصة في تجميع البضائع في الحاويات، و هو ما ساعد حسب تقرير لمديرية الميناء الجاف في تقليص التكلفة اللوجستيكية والتقليل من نزيف العملة الصعبة.
مع العلم أن مصاريف استرجاع الحاويات الفارغة نحو ميناء بجاية تقع على عاتق شركات الشحن، بالإضافة إلى أن المتعاملين الاقتصاديين يستفيدون من تقليص مدة وصول أو تصدير منتجاتهم، والسرعة في معالجة ومراقبة الحاويات وإرجاعها إلى ميناء بجاية، الأمر الذي يجنبهم تكاليف إضافية، و زاد من إقبالهم ، حيث و رغم بعده عن المؤسسة الأم، احتل المرتبة الأولى وطنيا في عدد الحاويات المحولة خلال شهر جوان الفارط.
 وساهم في سنة 2019 في انعاش الصادرات بولاية البرج بقيمة اجمالية قدرها 30 مليون أورو، وحقق نسبة نمو تقدر بـ 450 % مقارنة بسنة 2018، حسب الاحصائيات المقدمة من ادارة المؤسسة، التي أشارت أيضا إلى استقبالها لمتعاملين اقتصاديين من 14 ولاية مجاورة، ودراسة إنشاء منطقة صناعية مصغرة تضم ثلاث مؤسسات مصغرة الأولى مختصة في المواد شبه الصيدلانية والثانية في صنع أجهزة البرمجيات للإعلام الآلي والثالثة مختصة في صناعة الخيوط الطبية.
 بالإضافة إلى انشاء مستودعات خاضعة للرقابة الجمركية العادية وأخرى مبردة بمساحة 20 ألف متر مربع، مخصصة للمواد الفلاحية الموجهة للتصدير بالشراكة مع غرفتي الفلاحة والتجارة، التي قامت بدورها باتصالات مع نظيراتها في كل من وادي سوف وبسكرة قصد التكفل بالجانب اللوجيستكي من نقل تخزين وشحن وجميع الإجراءات الإدارية الخاصة بعملية التصدير، نظرا للخبرة المكتسبة في عمليات التصدير المختلفة انطلاقا من هذه المنطقة نحو أكثر من 30 بلد من جميع القارات.
وعبرت مديرية المنطقة اللوجيستيكية في مراسلتها للمصالح المعنية، أنها استغربت قرار المديرية العامة للجمارك، الذي يقضي بتعليق تحويل الحاويات لمدة شهرين ثم الغلق مباشرة لهذا القطب الاقتصادي بسبب غياب جهاز السكانير رغم أن جميع الحاويات المحولة تخضع لعملية الرقابة بجاهز السكانير على مستوى ميناء بجاية قبل تحويلها، فضلا عن تحويل جهاز السكانير الخاص بها  منذ سنة 2017 لميناء بجاية نتيجة تعطل الجهاز الخاص بهذا الأخير، و تقديم مقترح بمنحهم مهلة استثنائية ريثما يتم تسوية جميع الاجراءات المتعلقة بجلب جهاز السكانير الجديد الذي تم اقتناؤه مؤخرا، من مدينة مرسيليا في انتظار وصوله في أجل لن يتعدى الشهرين، و قبل نهاية شهر أكتوبر القادم.
ع/ بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى