سمحت الأمطار المتساقطة في الآونة الأخيرة، حسب مديرية الموارد المائية بعنابة، بالرفع من قدرات التخزين بسد مكاسة بالطارف، والذي يزود عنابة بالمياه ويعزز برنامج التوزيع، بعد توقف الإمداد من هذه المنشأة في أشهر الموسم الصيفي، بسبب انخفاض منسوبها إلى مستويات أدنى، ما أدى إلى تفاعل الطحالب و استدعى ربطها بسدي بوكوس وماكسة، لرفع حجم احتياطها، ونثر 35 طنا من الفحم للتقليل من نشاط وتفاعل الطحالب.
وأكدت مديرة الموارد المائية، بأن تحسين خدمة التزود بالمياه الشروب، مرتبط بتجديد خط نقل المياه من الطارف إلى عنابة، وكذا القضاء على التسربات على مستوى الشبكات، حيث تشير التقديرات إلى ضياع نحو 40 بالمائة من المياه التي تنطلق من السدود باتجاه الخزانات على مستوى مختلف بلديات الولاية، ما يطرح إشكالا كبيرا في نظام توزيع المياه، وتحصي مؤسسة الجزائرية المياه، تزود 65 بالمائة من السكن يوميا، أما البقية فيتراوح نظام التوزيع لديهم بين يوم و 3 أيام.
وأوضحت مديرة المواد المائية في الدورة الأخيرة للمجلس الشعبي الولائي ردا على الانشغالات التي نقلها المنتخبون، بأن أسباب أخرى تؤدي إلى التذبذب في توزيع المياه، منها انقطاع التيار الكهربائي على مستوى محطات الضخ والمعالجة، إلى جانب تخريب الشبكات من قبل مؤسسات إنجاز الأشغال العمومية والطرق، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب على المياه بالأقطاب العمرانية الجديدة، حيث استفادت كل من ذراع الريش، عين الجبارة والكاليتوسة من إنجاز 45 خزانا، مع شق 9 تحويلات كبرى سواء من محطات الضخ أو حقول المياه. وفي هذا الشأن كشفت المديرة عن وجود 26 بئرا فقط مستغلة، من أصل 83، مضيفة أن البقية معطلة أو غير صالحة للاستغلال.
وحسب تقرير المجلس الولائي فإن وضعية قطاع الموارد المائية لم تتحسن وبقيت على حالها مند سنوات، وهو نفس ما سجله المنتخبون سنة 2011، مقترحين الإسراع في القضاء على التسربات بعد تسجيل تماطل في التدخل، والعمل على إنجاز أحواض مائية لتخزين هذه المادة لاستغلالها والرجوع إليها عند الحاجة والتقليل من التذبذب المستمر، وكذا إدخال أنظمة الري الحديثة والتشجيع على استخدامها، ورفع مستوى التوعية في الاقتصاد المخصص للزراعة، والعمل على حماية المياه الجوفية والسطحية من الثلوث والضياع.
كما دعا تقرير المجلس الولائي، إلى تفعيل التدابير المتعلقة بالماء واستغلالها كمورد مستدام يساهم في التنمية المحلية، وبالخصوص في مجالات الفلاحة والصناعة والسياحة، لتكون عنابة مدينة متوسطية سياحية بامتياز، إلى جانب توفير المضخات والمولدات الكهربائية على مستوى نقاط التخزين، من أجل تفادي الانقطاعات المتكررة للكهرباء، التي تتسبب في تذبذب وصول المياه إلى الحنفيات.
كما تمت التوصية بوضع برنامج استعجالي لتوعية المواطن في مجال ثقافة المحافظة على الماء وعدم التبذير، وإعادة تشغيل محطة تصفية ومعالجة مياه الصرف الصحي بلعلاليق، لتكون فعالة في المجال الفلاحي والصناعي، والإسراع في وضع حد لخطر التلوث الذي هدد حوض فزارة، والأودية والمسطحات المائية التي تسقى بها الأراضي الفلاحية، على مستوى تراب الولاية،  وقد يتعدى هذا الخطر الى تلوث المياه الجوفية، حسب التقرير.   
حسين دريدح 

الرجوع إلى الأعلى