أمر والي عنابة، أمس، من خلال تعليمة مستعجلة للمدير العام لمؤسسة «عنابة نظيفة»، بالتدخل السريع لإنهاء أزمة تكدس النفايات على مستوى أحياء بلدية سيدي عمار، لنحو أسبوعين متتاليين، حيث جندت المؤسسة جميع عتادها لرفع ونقل القمامة المنزلية من مركز البلدية، في انتظار التحول إلى الأقطاب العمرانية التابعة لها.
واستنادا لمصادرنا، فقد أعطى الوالي تعليمات بتوسيع نشاط مؤسسة عنابة نظيفة إلى بلدية سيدي عمار، بعد أن كان نشاطها يقتصر على عنابة، البوني، تم ذراع الريش، بسبب العجز الفادح بسيدي عمار ثالث أكبر تجمع سكاني بالولاية، مع نقص العتاد وتعطل أغلبه، وما زاد تعقيدا للوضع هو التوقيف التحفظي لرئيس البلدية، بسبب المتابعة الجزائية في حقه، في انتظار ظهور نتائج التحقيق.
وتعقدت وضعية البلدية في الأسابيع الأخيرة، حيث دق السكان ناقوس الخطر، بسبب التهديدات الصحية لانتشار القمامة وما تسببها من روائح كريهة وانتشار الناموس والقوارض، حيث أصبحت سيدي عمار تصنف أسوأ بلدية في مجال البيئة والمحيط، وكثرت شكاوى السكان في السنوات الأخيرة، وأصبحت صور انتشار القمامة وتجول الأبقار موضوع سخرية عبر وسائط التواصل الاجتماعي.
وسبق لمصالح الولاية، تنظيم حملة قبل أشهر لرفع القمامة بسيدي عمار، سخرت فيها 50 آلية لجمع عشرات الأطنان من النفايات الصلبة والمنزلية عبر كامل أحياء البلدية، غير أن الوضعية البيئية ازدادت تعقيدا مع انعدام وسائل الرفع لدى البلدية، و لم تحل عملية اقتناء أربع شاحنات الأزمة بسبب كبر مساحة البلدية، وارتفاع التعداد السكان الذي يتجاوز 150 ألف نسمة.
وتتلقى البلدية يوميا، سيلا من الشكاوى من مختلف الأحياء، على غرار القنطرة وحجر الديس وكذا الشعبية، وحتى سيدي عمار مركز، التي تحولت إلى مفرغة عمومية كبيرة، و قد وصل الأمر  بالمواطنين غلى الاحتجاج داخل البلدية ورمي القمامة بمدخل ديوان رئيسها.
وذكرت مصادر منتخبة للنصر، أن انتشار القمامة وانعدام الحاويات نجمت عنه ظاهرة تجول الأبقار الضالة، فيما اتحذت مصالح البلدية إجراءات من خلال تخصيص مكان للمربين بموافقة مصلحة الغابات والمصالح الفلاحية التي شكلت لجنة في هذا الشأن، ليتسنى لأصحاب الأبقار إنجاز إسطبلات تمهيدا للتطبيق الصارم للقانون والحجز وتسليط غرامات مالية في حال عدم الامتثال للإجراءات المتخذة.    
   حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى