قضت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأول، بعقوبة الإعدام لكل من (ب.م) و (ب.ص.س) المتهمين بقتل تاجر عملة بمدينة عين مليلة، مع مطالبتهما بتعويض عائلة الضحية بمبلغ 400 مليون سنتيم مناصفة بينهما، فيما أدين المدعو (خ.ع) بعقوبة 10 سنوات سجنا.
وتوبع المتهمون الثلاثة بجناية تكوين جمعية أشرار لغرض الإعداد لجناية والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والسرقة المقترنة بظروف العنف والتعدد واستحضار مركبة، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة الإعدام لجميع المتهمين في قضية إزهاق روح تاجر العملة (ث.الجمعي) 50 سنة، الذي تم التخلص منه داخل مستودع لتربية الدواجن بأولاد قاسم بطلقات نارية، ثم نُقلت جثته على متن مركبته و رُكنت لأيام بمدينة عين فكرون، أين تخلص المتهمون من ملابسه التي تحوي آثار الجريمة، في محاولة منهم لإيهام المحققين بأن تجار العملة بعين فكرون متورطون في قتله.و ترجع القضية إلى السابع عشرة من شهر مارس من سنة 2016، أين نجح (ب.م) و (ب.ص.س) في استدراج تاجر العملة بمدينة عين مليلة، حتى وصوله لمحيط مسقط رأسه بمدينة أولاد قاسم، أين يقطن المتهمون الذين أوهموه بإبرامهم صفقة معه يقتنون فيها مبلغا ماليا معتبرا بالعملة الصعبة، ليحضر الضحية وبحوزته مبلغ 3 مليون أورو و355 مليون سنتيم، قبل أن يباغته المتهمان الرئيسيان بضربات خنجر، داخل مستودع (ب.م) لتربية الدواجن، و قد اتُهم الأخير بإطلاق عيارين ناريين اتجاه التاجر.
المتهمان الرئيسيان جردا شابا من رخصة السياقة الخاصة به، وسحبا بها شريحة هاتفية استعملت في الإيقاع بالضحية، وقررا بعد تجريده من جميع مبالغه المالية، التخلص من جثته، وتجريده من ملابسه التي علقت بها فضلات الدواجن، والتصقت بها رائحة المستودع، لينقل بعد ذلك عاريا في سيارته لمدينة عين فكرون مرورا بدوار بير عقلة ثم مدينة سيقوس، أين ظل في المركبة التي ركنها الجناة بحي 300 سكن طيلة 24 ساعة.
وقد اكتشف أطفال الحي الذين توجهوا أسفل مركبة، بحثا عن كرة استقرت هناك، وجود الضحية ولاحظوا قطرات دم شكلت شبه بركة، أين بينت التحريات بأن الأمر يتعلق بجثة تاجر العملة المبحوث عنه، بعد بلاغ الاختفاء الذي تقدمت به عائلته، وانتهت التحقيقات بكشف هوية 3 متهمين حاولوا إيهام المحققين بشريحتين هاتفيتين باسم شابين من أولاد قاسم.
وبينت الخبرة الطبية بأن الضحية تلقى 9 طعنات وطلقتين ناريتين من بندقية صيد، ما سبب له صدمة دماغية ناتجة عن أداة راضة وصدمة في الصدر، ناتجة عن تلقيه عدة ضربات بآلة حادة وصدمة باليستية في الظهر بسبب الطلقات النارية، وبينت جلسة المحاكمة بأن المتهم الثالث استنجد به المتهمان الرئيسيان لنقلهما من مدينة عين فكرون، بعد تخلصهما من جثة الضحية، أين هدداه في حال التبليغ عنهما، واشتريا له قطيعا من الماشية به 39 رأسا.
وصرح المتهمان الرئيسيان في الجلسة بأنهما تعرفا على بعضهما لما كانا خلف القضبان بالمؤسسة العقابية بعين مليلة، وأشار المتهم الثاني (ب.ص.س) إلى أن (ب.م) هو من عرض عليه فكرة قتل تاجر العملة، وقام بتدريبه على استعمال السلاح، وطلب منه إطلاق الأعيرة النارية بمجرد ولوجه لمستودع الدواجن، كما ذكرا أنهما خططا لإطلاق النار بعد تشغيل مولد كهربائي، لكتم صوت الطلقات.
 أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى