يطالب عدد من مربي الإبل ببلديات الشريط الحدودي لولاية الوادي، السلطات العليا في البلاد، بالتدخل لإيجاد حل قصد إنقاذ و جلب أزيد من 1000 رأس تائهة في التراب التونسي منذ بداية الجائحة و غلق الحدود و تعليق العمل بالتراخيص.
و قال عدد من مربي الإبل في اتصالهم «بالنصر»، بأن جزءا كبيرا من ثروتهم ضاع في التراب التونسي و لم يجدوا صيغة للدخول قصد البحث عنها وجلبها، مشيرين إلى أنه و قبل غلق الحدود بسبب تفشي وباء «كورونا»، كانت تمنح لهم رخصة من البلدية التي يقطنون بها مدتها 15 يوما و يعبرون الحدود بجواز السفر بطريقة قانونية، حيث يتنقلون بين المراعي و يتعرفون عليها حسب العلامة التي يضعها كل موال على جسد البعير و يرجعونها للتراب الوطني، مطالبين من الجهات الوصية إيجاد حل للدخول إلى التراب التونسي للبحث عما فقدوه من جمال.
كما ذكر ذات المتحدثين، أن عددا من الرؤوس حسب ما يصلهم من أخبار من داخل التراب التونسي، محجوزة في مراع تونسية و أخرى نفقت في الصحراء الممتدة بين تراب البلدين، حيث ترعى بحثا عن الكلأ كغيرها من إبل الموالين التونسيين، مؤكدين أنهم طرقوا مختلف الأبواب المحلية من بلدية، دائرة و ولاية، إلا أنهم لم يجدوا أي حل كون قرار فتح و غلق الحدود بيد المصالح العليا للبلاد.
تخوفات من تهريبها إلى دول الخليج
و أبدى عدد من الموالين تخوفهم من ضياع ما يملكونه من رؤوس إبل بين نفوقها في الصحراء التونسية أو وقوعها بين أيدي مافيا التهريب التي حولت عددا كبيرا من السلالات الجيدة إلى دول خليجية عبر مصر و ليبيا، ناهيك عن تخوفهم من استغلال الإبل التائهة في الصحراء في تهريب مختلف المواد بعيدا عن أعين مراقبة الحدود من طرف مختلف المصالح الأمنية، بوضعها داخل ذات الأكياس المصنوعة من وبرها المستعمل في نقل زاد البدو الرحل أثناء ترحالهم من منطقة رعي إلى أخرى أو نزولهم إلى المدن المجاورة لهم بغرض اقتناء أو بيع حاجيات على غرار فضلات البعير التي تستعمل بكثرة كسماد للنخيل.
و أضاف آخرون، بأن طبيعة رعي الإبل تختلف عن باقي أنواع الماشية من حيث توغلها في عمق الصحراء بحثا عن أنواع معينة من الحشائش و النباتات، خاصة الشوكية منها التي تتغذى عليها دون غيرها من الحيوانات، مما يجعل من يسهر على رعيها يراقبها عن بعد أو يتقفى أثرها في النهار  لعشرات الكيلومترات، خاصة خارج فصل الصيف حيث لا تحتاج لمياه كثيرة، على عكس الماشية من فئة الماعز أو الغنم التي تتطلب المراقبة على مدار الساعة و إرجاعها للمرعى عند مغيب كل شمس.
كما أشار مربون إلى أهمية التنسيق قبل الجائحة بين الرعاة و زوار مناطق البدو الرحل من العارفين بالصحراء و الرعي، خاصة على امتداد الشريط الحدودي، أين يمرون بمركبات رباعية الدفع بشكل دوري لإرجاع الإبل التي تقترب من الحدود، لتجنب الإجراءات المتعلقة بمنح رخصة للدخول إلى التراب التونسي لإرجاعها، بمن فيهم حتى بعض الأشقاء من تونس الذين يرجعونها للخط الفاصل بين البلدين حتى ترجع للمرعى الذي تعودت عليه.
و تتميز الإبل عن غيرها من الماشية و الحيوانات الصحراوية، بدمغها بطابع من نار على جسدها حسب الجهة و الموال الذي تعود إليه خلال الأيام الأولى من ولادتها، متعارف عليه بين أهل البادية سواء في الصحراء الجزائرية أو دول الجوار، حتى يسهل على صاحبها التعرف عليها لما تضيع منه في عمق الصحراء سواء أثناء بحثها عن الكلأ أو بفعل فاعل يحاول استدراجها لإبعادها عن المرعى و تحويلها إلى وجهة مجهولة و من ثم سرقتها.
تجدر الإشارة، إلى أن بلدية الطالب العربي تتوفر على مركز لتطوير تربية الإبل غير مستغل منذ أزيد من 5 سنوات، كثيرا ما طالب به الموالون لتطوير تربية هذه الثروة و المحافظة عليها من الضياع، سواء من حيث سلالتها أو بتزويدهم بالوسائل الحديث المستعملة في الدول الأخرى التي بإمكانها ترصدها و تحديد أماكنها كثروة وطنية بحاجة للتثمين.
منصر البشير 

الرجوع إلى الأعلى