كشف  فلاحون بولاية الطارف، مساء أول أمس، في لقائهم بوالي الولاية، عن ما يقولون عنه  قيام أشخاص باستغلال أراض فلاحية بأسماء  متوفين و دون حيازة عقود الامتياز ، و عن ما يقولون عنه  التصريح الكاذب بخصوص حقيقة كميات الطماطم الصناعية والحبوب المسوقة لوحدات التحويل و المخازن  ، على أساس أن أصحابها من كبار  الفلاحين المنتجين، في  وقت يلجأ   هؤلاء إلى شراء محصول صغار الفلاحين لتضخيم المنتوج.  
وتحدث الفلاحون خلال اللقاء عن ما يسمونه بـ  «الحقرة» التي يتعرضون لها من بعض الأطراف والهيئات المهنية و عن «التجاوزات الخطيرة والفوضى التي تطبع النشاط الفلاحي بالولاية « و تعرضهم ل ما يقولون عنه تصفية  حسابات  ضيقة، بسبب  رفضهم ما يحدث، مطالبين الوالي بفتح تحقيق في  الملف وإيفاد لجان ميدانية لمعاينة هذه «الخروقات» و للوقوف على حقيقة كلامهم لتحديد المسؤوليات.
كما أثار الفلاحون ما يقولون عنه  تورط المصالح المختصة في تلاعبات خطيرة وتحايل له صلة بالمال  وذلك  باللجوء إلى كراء مستودعات الخواص كمخازن لجمع الحبوب، في وقت تتواجد فيه هياكل فلاحية تعود للحقبة الاستعمارية تحتاج فقط لعمليات ترميم بسيطة لإستغلالها ،فضلا عن تأخر تسوية وضعية الأراضي الفلاحية وتوسيع المساحة للإستفادة من مزايا الدعم الفلاحي لتطوير نشاطهم ،في حين يقوم  حسبهم  أشخاص بالبناء  بشكل فوضوي ودون تراخيص على الأراضي الفلاحية ببعض المناطق   ،كما تطرقوا إلى استفادة دخلاء   من دعم الدولة الموجه بالأساس إلى المهنيين.  
كما اشتكى آخرون من عدة مشاكل باتت حسبهم  تعيق  نشاطهم  ، من ذلك تأخر صرف مستحقات    محصول الطماطم والحبوب المسوقة للوحدات التحويلية ومخازن تعاونية البقول والحبوب ،ما يؤثر سلبا على التحضير للموسم الفلاحي الجديد،   إضافة إلى انعدام المسالك الفلاحية التي تبقى من أكبر عوائق الدخول إلى أراضيهم ما يدفعهم في غالب الأحيان للجوء إلى كراء الجرارات للوصول لأراضيهم.
إضافة إلى غياب الكهرباء  و تأخر عملية جهر المجاري المائية التي تتسبب خلال تساقط الأمطار في فيضانات تغمر  تتلف المحاصيلهم و طرح  الفلاحون كذلك  مشكل صعوبة الحصول على قروض بنكية لتمويل مشاريعهم  ، إضافة إلى  مشكل  السقي الفلاحي المطروح  بحدة لاسيما بسهول الجهة الغربية وصعوبات في اقتناء الأسمدة  والبذور.
 و أثيرت خلال الاجتماع إشكالية ضعف قدرات تحويل الطماطم وتخزين الحبوب    في وقت عرف في الإنتاج وفرة قياسية لم تعرفها الولاية منذ الاستقلال ببلوغ 647 ألف قنطار لم تستوعبه طاقة التخزين الحالية وهو ما دفع الفلاحين وممثليهم للمطالبة بالتفكير في إنشاء مراكز جديدة للتخزين تستجيب لحاجياتهم، عوض اللجوء إلى إستغلال هياكل تابعة لمؤسسات أخرى وكراء مستودعات الخواص كحلول ظرفية.
من جهته أكد الوالي على أنه بادر بعقد هذا اللقاء من أجل الاستماع لحقيقة انشغالات ومشاكل الفلاحين بكل صراحة لإيجاد الحلول لها ، مبرزا الأهمية التي يوليها لهذا القطاع الحيوي الذي يعد أحد ركائز ودعائم التنمية المحلية، من خلال ورقة الطريق التي تم إعدادها  لتطوير مختلف الشعب ومرافقة العائلة الفلاحية بالتنسيق مع كل المتدخلين والفاعلين ،مشيرا إلى أنه و رغم بعض المشاكل والظروف الصحية بسبب الجائحة، إلا أن الولاية سجلت إنتاجا قياسيا في شعبتي الطماطم و الحبوب لم تسجلها من قبل، و هذا بفضل إرادة المزارعين الذين وعدهم الوالي بأنه سيكون سندا لهم لتطوير نشاطهم ومشاريعهم الاستثمارية لتلبية احتياجات السوق وضمان تأمين الأمن الغذائي في مجال الاقتصاد الأخضر .              نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى