شهدت ولاية الطارف، خلال 48 ساعة الماضية، تساقط كميات معتبرة من الأمطار الرعدية، تسببت في تراكم المياه عبر عدد من الأحياء و الشوارع و محاور الطرقات، ما أعاق حركة تنقل المواطنين و المركبات، فيما تحولت نقاط أخرى إلى شبه بحيرات، حيث تجاوزت كميات السيول المتدفقة 32 ملم.
و قد وجد مواطنو بعض المناطق و الأحياء، صعوبة في الخروج من منازلهم، في مشهد يتكرر كل مرة مع تساقط أولى زخات المطر، ما أثار استياء و تذمر لجان و جمعيات الأحياء، زيادة على ذلك، سجل تسرب للمياه إلى بعض المنازل بالمواقع الأرضية المعرضة لخطر الفيضانات و التي تفتقر لشبكات تصريف المياه، بما فيها تسرب السيول إلى بعض السكنات القديمة و تصدع بعض البنايات لأحياء واجهة البحر بالقالة المصنفة في الخانة الحمراء المهددة بالانهيار و السقوط  جراء تصدعها في العمق، في الوقت الذي جدد فيه قاطنو هذه البنايات نداءهم للسلطات بترحيلهم قبل وقوع الكارثة.
كما تسببت الأمطار الغزيرة، في فيضانات ببعض المؤسسات التربوية التي غمرتها السيول، ما دفع القائمين لتعليق الدراسة، على غرار ثانوية سراي أحمد ببلدية عين العسل و ابتدائية الشط و متوسطة بحيرة الطيور و ثانوية 18 فيفري، كما سجلت تسربات بعدد محلات تجارية و عزل بعض المحاور.
 فيما عرفت حركة السير ببعض النقاط السوداء بكل من عين العسل ، بوثلجة ، سيدي قاسي على الطريقين الوطنيين 44 و82أ، صعوبات بفعل ارتفاع منسوب السيول، كذلك الحال بالنسبة لتلاميذ بعض التجمعات السكانية الذين وجدوا صعوبة في الالتحاق بمدارسهم.
من جهتها وضعت مصالح الحماية المدنية كل إمكانياتها في حالة تأهب للتدخل عند الضرورة، مع متابعة حالة التقلبات المناخية لتكييف مخططات التدخل حسب كل حالة، في الوقت الذي أكدت فيه ذات المصالح على تماطل جل البلديات في تحيين و إيداع مخططات الإسعافات الأولية للتدخل في حالة وقوع الكوارث الطبيعية و منها الفيضانات الشتوية و التي تتضمن تدخلات مختلف المقاييس والإمكانيات والوسائل المادية والبشرية المسخرة لهذا الغرض ، حيث أنه من أصل 24بلدية، قامت 16بلدية لحد الآن بإيداع هذه المخططات رغم المراسلات العديدة  و هذا تحسبا لأي طارئ في ولاية مصنفة كونها فيضية بامتياز، في وقت تبقى  فيه 15بلدية عرضة لخطر الفيضانات، منها 9 بلديات مصنفة في الخانة الحمراء ( خطر عال ).
و تصنيف بلديات أم الطبول ، بوثلجة ، بالريحان في خانة خطر منخفض، في حين صنفت فيه 3 بلديات في خانة خطر ضعيف و يتعلق الأمر بكل من الشط، عين العسل و بوقوس، فيما أحصت فيه ذات المصالح 72 نقطة سوداء عبر الأحياء و كبرى التجمعات السكانية عبر الولاية، عرضة للفيضانات الشتوية  المتسببة فيها ثلاثة أودية كبرى و هي وادي بوناموسة، وادي سيبوس و وادي الكبير.
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى