كشف رئيس المجلس المهني المشترك لشعبة الزيتون بعنابة، ناصر قويدري، أول أمس، عن تراجع إنتاج محصول الزيتون مع انطلاق حملة الجني قبل أيام، بنسبة تصل إلى 40 بالمائة، بسبب الجفاف و قلة تساقط الأمطار مع بداية فصل الخريف، حيث لم يُساعد الجفاف على نمو الثمار بشكل طبيعي، عكس بعض الولايات المجاورة التي عرفت تساقطا للأمطار في موعدها شهر سبتمبر، على غرار الجهة الغربية لسكيكدة، التي تشهد محصولا وفيرا للزيتون هذا الموسم.
و استنادا لتصريح قويدري عبر أمواج الإذاعة المحلية، في نقاش حول وضعية الشعبة بالولاية، فإنه إنتاج زيت الزيتون سيتقلص تقريبا إلى النصف، كون 80 بالمائة من محصول المزارعين يوجه إلى المعاصر، خاصة و أن عنابة من أكثر الولايات استهلاكا لزيت الزيتون، كونها مادة واسعة الاستهلاك لدى سكان الولاية، حيث أنه مع تراجع الإنتاج بالولايات، يتم ضمان تعويض النقص من الولايات المجاورة على غرار سكيكدة و جيجل.و ذكر المتحدث، أن الإنتاج وصل إلى 15 ألفا و 700 قنطار خلال السنة الفارطة، 2300 قنطار منها وجهت كزيتون المائدة و 13 ألفا و 400 قنطار  كزيت للزيتون، مشيرا إلى أن ولاية عنابة تتربع على أكثر من 1300 هكتار من أشجار الزيتون، منها 726 هكتارا منتجة، موزعة بكل ببلديات، واد العنب، التريعات، العلمة، شطايبي، عين  الباردة و برحال.
كما أوضح قويدري، بأن إنتاج زيت الزيتون بالولاية، لم يصل إلى تحقيق ما كان مرجوا مقارنة بحجم الطلب المرتفع على هذه المادة واسعة الاستهلاك، رغم آليات الدعم الفلاحي المختلفة من أجل غرس أشجار الزيتون، بسبب العديد من المشاكل المرتبطة أساسا بتحول اهتمامات الشباب في المناطق التي تشتهر بزراعته إلى مجالات أخرى خارج قطاع الفلاحة.
و في سياق متصل، وقفت النصر على إنتاج وفير للزيتون بالجهة الغربية لولاية سكيكدة، أين كانت الأشجار مثقلة بالثمار، حيث لمسنا بشرى لدى المزارعين مع انطلاق حملة الجني، مرجعين هذا التحسن إلى تساقط الأمطار خلال شهري سبتمبر و أكتوبر و هو ما ساعد على نمو الثمار بشكل طبيعي، إلى جانب تراجع نسبة الحرائق المسجلة خلال فصل الصيف.
و يقدر سعر زيت الزيتون في ولاية عنابة، بـ 1000 دج للتر الواحد، بسبب قلة الإنتاج، فيما يتراوح سعره بالمعاصر في الولايات المجاورة، إلى ما بين 600 و 800 دج.في حين يشتكي المزارعون كل موسم من نقص اليد العاملة في جني الزيتون، ما يضطرهم للاعتماد على العائلات التي لها خبرة في الجني عن طريق ما يعرف « بالتويزة «، من أجل ضمان قطف المحصول قبل تعرضه للتلف، مقابل أخذ نسبة معينة من المحصول الذي تم جمعه.
من جهتها أطلقت مديرية المصالح الفلاحية، حملة مرافقة و خرجات ميدانية لفائدة الفلاحين، لحماية المحصول من التلف قبل انطلاق موسم الجني، بسبب انتشار تهديد « ذبابة الزيتون» للتمار، بهدف إرشاد الفلاحين و ترقية شعبة الزيتون، من خلال التحسيس و التوعية بتطبيق الممارسات الجيدة بالمناطق التي توسعت فيها مساحات غرس أشجار الزيتون .من جهة أخرى، أطلقت محافظة الغابات لولاية عنابة، مشروعا لغرس 10 هكتارات من الزيتون بالمناطق الغابية و الريفية بالولاية، حيث كانت البداية بغرس 300 شجرة زيتون بمنطقة لبهاليل في بلدية لعلمة لفائدة 10 فلاحين و العملية متواصلة مع تهيئة المناطق المعنية بالغرس، كما ترافقها عملية حفر الآبار للسقي، في إطار تطوير هذه الشعبة و الرفع من إنتاج الزيتون.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى