كشفت مصادر مسؤولة بمؤسسة «سونلغاز» للنصر، عن عزوف شريحة كبيرة من المواطنين، خصوصا الفئات المتوسطة ومحدودة الدخل، عن ربط منازلهم  بشبكة الغاز الطبيعي، التي تم وضعها  حيز الخدمة عبر البلديات.
وذلك بالرغم من حجم الاستثمارات الضخمة المقدرة بالملايير التي أطلقتها السلطات المحلية لتعميم التوزيع العمومي لغاز المدينة بالولاية، من أجل استدراك التأخر المسجل و رفع نسبة التغطية إلى أعلى مستوى، استجابة للتكفل بانشغالات الساكنة في هذا المجال الحيوي وتحسين ظروفهم المعيشية، بالنظر لخصوصيات الولاية الجبلية الحدودية النائية.
وذكرت ذات المصادر، أنه من أصل حوالي 53 ألف عائلة معنية بالربط، قامت ما يقارب 35 ألف عائلة بعملية الربط، بما يمثل نسبة 60 بالمئة، بالرغم من وجود شبكة التوزيع عند مداخل منازل المواطنين، في وقت يبقى يشتكي فيه هؤلاء خلال تساقط الأمطار وتدنى درجة الحرارة من عدم توفر قارورات الغاز وندرتها وغلاء أسعارها وهذا بالرغم من رمزية مستحقات الربط التي لا تتعدى 10 آلاف دينار والتي يمكن تقسيطها على مراحل بالنسبة للفئات البسيطة ومحدودة الدخل، من أجل تمكين أكبر قدر من العائلات من الربط.
مشيرا في سياق متصل، إلى أن ضعف الإقبال على الربط بغاز المدينة، يبقى يرهن الأهداف المرجوة في  برنامج تعميم الخدمة التي وصلت كل مناطق الولاية ومن ثمة فشل استثمارات الدولة وإعادة تحصيلها التي تأتي من خلال عمليات الربط والإستغلال.
و أضاف المصدر، بأنه و أمام تسجيل ضعف إقبال المواطنين على ربط سكناتهم بالغاز الطبيعي، باشرت مصالحه إطلاق حملات تحسيسية على مستوى الولاية،  للتوعية و دعوة المواطنين لربط منازلهم بالغاز والاستفادة من هذه الخدمة لما توفره لهم من الرفاهية وانعكاس استعمالها على  تحسين ظروفهم المعيشية ، مع  تقديم شروحات وإرشادات حول كيفية استعمال هذه الخدمة و وضع كل التحفيزات والتسهيلات لتمكين المواطنين العاجزين عن توفير مصاريف الربط، من خلالها  إدراج مستحقات الربط لاحقا مع فواتير الاستهلاك بالتقسيط على 12شهرا.
فيما برر بعض المواطنين في تصريح" للنصر"، بأن عزوفهم عن ربط منازلهم بالغاز الطبيعي، مرده إلى ارتفاع تكلفة إنجاز الشبكة الداخلية مقارنة بتردي ظروفهم الاجتماعية، فضلا عن تخوف البعض من استعمال هذه الخدمة.
و أعلن المسؤول عن الانتهاء من ربط جميع بلديات الولاية ال24 وعدد من التجمعات السكانية والقرى بشبكة الغاز الطبيعي بحجم استثمارات فاق 900مليار سنتيم، بعد أن تم نهاية الأسبوع الفارط وضع حيز الخدمة تزويد289عائلة ببلدية وادي الزيتون النائية والمصنفة ضمن أفقر الولايات في الوطن والتي تعد البلدية الأخيرة بالولاية التي يتم ربطها بهذه الخدمة الحيوية، بعد أن تم خلال السنة الفارطة، ربط ما يزيد عن 8300عائلة، لتبلغ بذلك النسبة الإجمالية للربط بشبكة غاز المدينة بالولاية حدود 72بالمائة.
كما تقرر كذلك ضمن البرنامج المسطر، التكفل بربط ما تبقى من بعض التجمعات السكانية الثانوية، بعضها أشغالها جارية و التكفل كذلك بربط مناطق النشاطات والمناطق الصناعية ومناطق التوسع السياحي ومناطق الظل وعددها 141منطقة على مراحل بالغاز.
في الوقت الذي ذكر فيه المصدر، أن الولاية قطعت شوطا كبيرا في مجال الربط بشبكة الكهرباء و التي بلغت نسبتها 98 بالمائة، أي بما يفوق 100 ألف عائلة مربوطة و هذا بعد أن تم العام الماضي ربط أزيد من 7 آلاف منزل بالكهرباء عبر عدة مناطق، زيادة على التكفل و على مراحل بالعائلات التي تم إحصاؤها و التي تفتقر للكهرباء و عددها يقارب 5 آلاف عائلة، بما فيها ساكنة مناطق الظل و التجمعات الريفية المستحدثة حديثا، في إطار برنامج البناء الريفي، التي تم لحد الآن التكفل بعدد معتبر منها بربطها بالكهرباء و الغاز ضمن البرنامج المسطر .                           نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى