سجلت ولاية الطارف، تراجعا في إنتاج الزيتون بنسبة 30بالمئـــــة، حيث لم يتعد الإنتاج حدود 55 ألفا و435 قنطارا، على مساحة منتجة تقدر بـ 31 ألفا و160 هكتارا، مقارنة مع العام الفارط، حينما تم جني 76 ألفا و 135 قنطارا، أي بتراجع قدره 20 ألف قنطار.
وأرجعت مصالح الفلاحة هذا التراجع لعدة أسباب، أهمها الظروف المناخية التي ميزت الموسم الفلاحي أمام الجفاف الذي شهدته الولاية بفعل تأخر تساقط الأمطار و مشكلة السقي و انتشار الأمراض الطفيلية و خاصة منها ذبابة الزيتون و الجمع التقليدي الذي يبقى يؤثر سلبا على كمية وجودة المنتوج و تضرر أشجار الزيتون و تأخر مدة نموها.
كما ذكرت مصالح الفلاحة، أن محصول الزيتون الذي تم جنيه هذا الموسم، يتوزع بين 11 ألفا و 651 قنطارا من زيت الطاولة و هو ما يمثل نسبة 20 بالمئـــــة و 43 ألفا و 784 قنطارا زيتون الزيت الموجه للاستهلاك الذاتي، ما يعني أن 80 بالمئـــــة من المحصول ذهب للتحويل أمام تزايد الطلب على هذه المادة الغذائية ذات القيمة الصحية و التي تسوق بسعر يتراوح بين 1500 و 2000 دينار، حيث يكثر الطلب على الزيت المحلي و يلقى رواجا واسعا لنوعيته و جودته العالية، لخلوه من كل الشوائب و لاسيما زيادة نسبة الحموضة، ما جعله يحظى بمكانة خاصة لدى المواطنين و خاصة الساكنة المحلية، حيث يكاد لا يخلو كل بيت من هذه المادة الغذائية.
و رغم كونها توفر بعض المداخيل للمنتجين و تشكل مصدر رزق للعائلات الجبلية في تلبية احتياجاتهم المعيشية، إلا أن زيت الزيتون المحلي لا يمكن الإستغاء عنه في كل الظروف و الحالات، من خلال لجوء العائلات لتأمين وتوفير مخزونها منه، بما يكفي لسد احتياجاتها طوال أيام السنة.
ذات المصالح أضافت بأنها تعمل على تثمين هذه الثروة بمرافقة المنتجين و تشجيعهم على تنظيم أنفسهم في تعاونيات لتسويق منتوجهم وإعطائه القيمة المضافة وخوض غمار التصدير، لما يتوفر عليه المنتوج المحلي من المواصفات التنافسية في الأسواق الدولية، كما تعمل الدولة على مرافقة المنتجين، تردف المصادر المعنية، من أجل تطوير و عصرنة الشعبة للحفاظ عليها من الزوال و ذلك بإنجاز المعاصر و تشبيب المساحات التي طالتها الشيخوخة بتسطير برنامج يتضمن غرس حوالي 600 هكتار سنويا إلى ألف هكتار و مكافحة الأمراض و مكننة الشعبة لتجاوز مشكلة الجني التقليدي و عدم توفر العمالة التي تطرح بحدة في كل موسم جني.  
في حين اشتكى منتجون من المشاكل التي تصادفهم مع انطلاق عملية جني الزيتون، خاصة ما تعلق بنقص المعاصر و هو ما يحول دون تحقيق الأهداف المرجوة و دفع بالبعض للعزوف عن عملية الجني و ترك محصولهم عرضة للسرقة و النهب و التلف، مضيفين بأن الولاية تتوفر على معصرتين صغيرتين بكل من العصفور و سيدي قاسي، لا تلبيان حاجيات التحويل و تسويق المحصول، ما يضطرهم للتنقل إلى معاصر الولايات المجاورة عنابة، قالمة و سوق اهراس و ما تكلفه العملية من متاعب و ارتفاع في مصاريف النقل.
فضلا عن نقص اليد العاملة وحرمانهم من الاستفادة من دعم الدولة لمكننة الشعبة و القضاء على الجني التقليدي الذي تبقى انعكاساته سلبية حسبهم على المحصول و المساحات المنتجة للزيتون و التي يتركز تواجدها وإنتاجها على وجه الخصوص في المناطق الحدودية والجبلية، خاصة ببلديات دوائر بوحجار ، الطارف ، بوثلجة و الذرعان.
مشيرين إلى أن الشعبة عرفت تقهقرا في السنوات الأخيرة بفعل مشكلة التسويق و الأمراض و قلة الدعم و الشيخوخة التي مست مساحات شاسعة من ثروة الزيتون، ما يستوجب وضع تصور لإعادة الاعتبار لهذا النشاط الفلاحي، لأهميته الاقتصادية و الاجتماعية كونه تسترزق منه المئات و العشرات من المنتجين و العائلات، بالنظر لخصوصيات الولاية الجبلية الحدودية.
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى