أيّدت محكمة الجنايات الابتدائية الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، عشية أمس، عقوبة الإعدام في حق الشابين (ب.ش.د) 30 سنة و (ب.ش) 21 سنة، المتابعين بجرم جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد التي سبقت جناية أخرى و جناية وضع النار عمدا في مركبة و جناية محاولة السرقة باستعمال العنف و الليل و التعدد و نطقت المحكمة بتعويض الأطراف المدنية المتضررة بمبلغ 300 مليون سنتيم، فيما التمس ممثل النيابة العامة تسليط عقوبة الإعدام في حق المتهمين.
القضية ترجع بتاريخها إلى الفاتح من شهر سبتمبر من سنة 2018، حينما تم العثور على الضحية فيها متفحما بشكل كلي داخل الصندوق الخلفي لسيارته التي احترقت هي الأخرى بشكل كامل في محيط غابة لفجيجات بمدينة الضلعة، ليباشر عناصر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالضلعة، تحقيقات مكثفة تخللها إجراء خبرة بيولوجية على مستوى المعهد الوطني للأدلة الجنائية و علم الإجرام ببوشاوي، أفضت إلى تحديد هوية الضحية و يتعلق الأمر بالمدعو (ب.عمار) 70 سنة المتقاعد من فرع صندوق الضمان الاجتماعي للعمال الأجراء "كناص" وكالة مدينة ششار بخنشلة و عمل قبلها الضحية رئيس مصلحة بالوكالة الولائية بخنشلة، ليتم بعدها الحصول على كشف المكالمات الخاصة به، أين تم التوصل لتحديد المشتبه به الرئيسي و يتعلق الأمر بالمتهم (ب.ش.د) قريب الضحية و الذي يعتبر المتوفى خاله و هو الذي يقطن بمشتة عين الحجر الجديدة بعين الطويلة بخنشلة و يعمل حارسا بالمدرسة القرآنية بمشتة هنشير الحمام بمدينة الجازية، أين نجحت عناصر الدرك الوطني في توقيفه.
و قال المتهم الرئيسي عند توقيفه، بأنه خطط لسرقة مركبة خاله من نوع "شيفرولي أفيو" و أبرم صفقة لبيعها يوما قبل الحادثة، أين تواصل مع المشتري المدعو (ب.ق) و اتفقا على ثمن بيعها، ليتوجه في اليوم الموالي لمنزل صديقه المتهم الثاني المسمى (ب.ش) الذي يقطن بحي حمودي عبد الله بعين الطويلة، واهما إياه بإيجاد منصب شغل له في إحدى بساتين مدينة فكيرينة، ليتنقلا معا لفكيرينة، أين التقيا مع الضحية داخل مقهى وسط المدينة، وتنقلا برفقته بعد ذلك للمدرسة القرآنية التي تعرف محليا بـ"الزاوية"، أين عتدى عليه بضربات قضبان حديدية بعد إطفاء المصابيح داخل المدرسة القرآنية، مصيبين إياه على مستوى كامل جسده، ليحاولا بعدها الفرار على متن مركبة الضحية، غير أن الأخير الذي كان ينزف على مستوى رأسه، تبعهما نحو مركبته، ليقوم المتهمان بلفه في بطانية و وضعه في الصندوق الخلفي لسيارته و تنقلا به لمدينة فكيرينة، ثم صوب مدينة مسكيانة مرورا بطريق فرعي عبر منطقة متوسة بخنشلة، وصولا لمحيط مدينة الضلعة، أين لحق بالسيارة عطب تقني بمشتة لفجيجات، حاول خلاله المتهمان بكل الطرق، دفع محرك السيارة للدوران مجددا دون جدوى، ليُضرما النار في السيارة التي تشتغل بغاز البترول المميع "سيرغاز"، ثم يلوذا بالفرار، الأمر الذي تسبب في احتراق المركبة بشكل كامل و تفحم الضحية الذي كان يرقد مصابا في صندوقها الخلفي في محاولة من المتهمين طمس آثار جريمة القتل التي اقترفاها.
و اتصل بعدها المتهم الرئيسي بمن عرض عليه مبلغا إياه بسقوط صفقة بيع السيارة في الماء دون أن يذكر سبب ذلك و اقتطعت مصالح الدرك الوطني عينات من آثار الدم في مسرح الجريمة و تحصلت على فرشاة أسنانه الضحية و شيفرة الحلاقة الخاصة به، حيث توصلت إلى تأكيد هوية الضحية و استعمل الجانيان بنزينا سحباه من السيارة، لتسريع نشوب النيران في المركبة، غير أن التقرير العلمي المنجز من دائرة الحرائق و التفجيرات بمعهد بوشاوي للدرك الوطني، أثبت أن الحريق التهم حتى المادة المسرعة له و لم يترك آثارا عن المواد المستعملة فيه. و اعترف المتهم الرئيسي بجريمته البشعة، مبينا بأنه كان ينوي إخافة خاله الذي كان يتردد على منزله و طلب منه أن ينقل شقيقته المريضة للعلاج فرفض و نفى المتهم تورط شريكه في الجريمة، مضيفا بأن زوجة الضحية الثانية هي التي اتصلت به هاتفيا و طلبت منه التخلص من زوجها، غير أن المعنية فندت ذلك و هي الشاهدة في الملف، مضيفا بأنه لم يستدرج خاله بل هو الذي قدم من تلقاء نفسه للمدرسة القرآنية، مؤكدا على أنه تناول 3 أقراص من دواء "ريفوتريل" المخدر و هو ما أفقده وعيه، ثم عاود المتهمان سرد الوقائع كما أوردته التحقيقات، معتبران بأن نيتيهما لم تكن قتل الضحية، بل كان الحادث عرضيا، لأنهما كان يخططان لسرقة المركبة و أمام عطبها، اضطرا للتخلص منها حرقا و كان الضحية داخلها.  
  أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى