دقّ مدير الصحة و السكان لولاية تبسة «السعيد بلعيد»، يوم أمس، ناقوس الخطر، بعد أن عرف الخط البياني لعدد المصابين بداء اللشمانيا الجلدية، ارتفاعا كبيرا على مستوى بلديات جنوب الولاية و في مقدمتها بلدية بئر العاتر، حيث سجلت مصلحة الوقاية بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية، 1700 حالة إصابة بالداء المذكور
خلال السنة الماضية.
 السلطات المحلية ممثلة في رئيس دائرة بئر العاتر و الأمين العام للدائرة الذي تم تنصيبه رئيسا لخلية التنسيق و الحد من انتشار وباء اللشمانيا، إلى جانب الجمعيات الناشطة للمجتمع المدني لبئر العاتر، التقت يوم أمس، بالمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني، في يوم تحسيسي لدراسة سبل مكافحة هذا الداء و تم الاستنجاد بالجمعيات الفاعلة لكونها حجر الأساس و حلقة رئيسية لنجاح عملية القضاء على هذا الوباء و منع انتشاره بباقي البلديات و ولايات الوطن، حيث أعربت أكثر من 23 جمعية عن استعدادها التام لتحسيس ساكنة دائرة بئر العاتر، بالمساهمة و المرافقة و المشاركة الفعلية في حملات محاربة الداء، خاصة بعد عرض أطباء للحالة  الوبائية و صور تبين الحالة الحقيقية لخطورته، كما تم الاتفاق على تسخير المواد و التجهيزات الضرورية من طرف السلطات العمومية.
المتدخلون من أطباء و رؤساء جمعيات، أرجعوا سبب انتشار مرض اللشمانيا الجلدية و تزايد عدد المصابين من يوم لآخر، إلى ظاهرة تربية الحيوانات داخل المحيط الحضري، باعتبارها من مسببات نمو الحشرة المعروفة باسم (الفليبتوم) و التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان و تتسبب في إصابات بليغة على مستوى الجسم، تخلف آثارا دائمة لا تزول مع مرور الوقت، لاسيما على مستوى البلديات الجنوبية مثل أم علي، صفصاف الوسرى، بئر العاتر، نقرين و فركان، حيث سجلت آلاف الحالات، الأمر الذي يطرح أسئلة عن جدوى عمليات الرش التي تتم مرتين في كل سنة بالبلديات المذكورة، حيث اعتبرها المتحدثون غير ناجحة و لم تؤت أكلها و هو ما زاد من عدد الإصابات.
مدير الصحة يرى أن القضاء على هذا الداء الخطير، يحتاج لتنسيق واسع بين مصالح الصحة و الفلاحة و البلديات المتضررة لاحتواء المرض الذي تحول إلى وباء خطير، انجر عنه دخول العديد من المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج نظرا لخطورة إصاباتهم، مشددا على دور الحملات التحسيسية و تنظيم الأيام الإعلامية للتعريف بالمرض و خطورته، خاصة في أوساط التلاميذ و أثناء خطب الجمعة و داخل المرافق الصحية، فضلا عن وسائل الإعلام المختلفة، فالوقاية خير من العلاج، كما قال ذات المسؤول.
كما ألح بعض المتدخلين على ضرورة لعب المنتخبين للدور الأساسي في مكافحة الداء، من خلال برمجة أيام تحسيسية و توعوية دائمة، داعين لوضع برنامج خاص يتعلق بمحاربة الداء و منع تربية الحيوانات داخل المحيط العمراني و القضاء على القوارض و الحشرات الحاملة للفيروس، لمنع انتشاره و خاصة الجرذان منها التي تعتبر الناقل الرئيسي للفيروس انطلاقا من الحقول و الأماكن القذرة التي تعتبر النقطة السوداء لانتشار الداء.
 في حين أشار أحد الأطباء إلى الخطورة التي يسببها الداء على صحة الإنسان و بصفة مباشرة، معتبرا أن الجزائر هي من الأولى في عدد الإصابات، داعيا في خلاصة حديثه، لإعطاء أهمية بالغة للموضوع، من خلال برمجة العديد من الأنشطة التوعية و التحسيسية بخطورة المرض و السبل الكفيلة بالتقليل من الإصابة به.    
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى