نبه أصحاب المستثمرات الفلاحية بقرية قمور التابعة لإقليم بلدية العناصر في ولاية برج بوعريريج، السلطات المحلية، إلى الخطر المحدق بسكان المنطقة و بالخصوص الأطفال الصغار، جراء تحطم قنوات التطهير و شبكة الصرف الصحي المتواجدة على بعد أمتار من منازلهم و مزارعهم.
كما قال المشتكون في رسالة موجهة إلى السلطات الولائية و البلدية، بأن هذا الوضع جعلهم عرضة للمخاطر، لاسيما و أن القناة التي تحطمت هي القناة الجامعة و الرئيسية لشبكات الصرف الصحي بالمنطقة، حيث أصبحت تصب في أحواض بعد تحطمها، مشكلة حفرا عميقة و بركا عائمة تنتشر بها المياه القذرة و الأوساخ، ما يزيد من مخاطر التلوث البيئي و تهديدات انتشار الأمراض و الأوبئة، خصوصا خلال موسم الحر و فترات ارتفاع درجات الحرارة.
و زيادة على هذا، ازدادت مخاوف المزارعين من حوادث غرق الأطفال الصغار وسط هذه الأحواض الممتلئة بالمياه، حيث تحتفظ بلدية العناصر بذكرى أليمة لوفاة 3 أطفال غرقا داخل بركة مائية قبل سنوات فقط، ما ضاعف من مخاوف تكرار مثل هذه الحادثة، ناهيك عن مخاوف الفلاحين من سقوط مواشيهم و الأبقار بالبرك الموحلة و من انعكاسات تحجر المياه بمحيطات الرعي و ما قد ينجر عنها من انتقال عدوى الأوبئة و مخاطر التسممات.
و أشار أحد المزارعين في مراسلته، إلى طرق أبواب السلطات البلدية، لكن يبقى الأشكال مطروحا، ما دفع بهم إلى محاولة تصريف المياه المتحجرة عبر السواقي و المجاري التي قاموا بتهيئتها بطرق بدائية لصبها تجاه الوادي، داعين إلى الالتفات لانشغالهم و التعجيل بإيجاد حل نهائي لتفادي كوارث بيئية و حوادث الغرق .
رئيس البلدية و في رده على هذه الانشغالات، أكد على معاينته لمكان تحطم القناة، بعد تلقيه لمراسلة من المزارعين، مشيرا إلى تصليح هذه القناة و تهيئة جزء منها نحو المصب النهائي لقنوات التطهير، خلال العام الفارط، غير أن المشكل ظهر مجددا مبديا استغرابه من تحطم هذه القناة المردومة تحت الأرض بعمق يفوق 1.5 متر و بقطر كبير، بعد مدة لا تزيد عن العام من انجازها.
مضيفا بأنه و بالنظر إلى الخطر المحتمل، فإن مصالح البلدية قد قامت بالإجراءات اللازمة لتسجيل العملية التي تتطلب الإعلان عن استشارة و تعيين المقاول و تخصيص مبلغ مالي و ليست عملية صيانة عادية .
ولم تستبعد مصادرنا أن تكون حوادث تحطم مثل هذه القنوات بضواحي البلدية و قرية قمور بريئة، مرجحة أن تكون متعمدة لاستعمال المياه في عمليات السقي، خصوصا و أن مثل هذه الحوادث عادة ما تتصادف مع فترات شح المياه، ما يتطلب تشديد الرقابة و فتح تحقيق لتحديد الأسباب الحقيقية لتجنب تكرارها .            
     ع/بوعبد الله

الرجوع إلى الأعلى