قال والي المسيلة، عبد القادر جلاوي، أمس، بأن حصر الخسائر التي تسببت فيها الأمطار الأخيرة التي ضربت مختلف مناطق الولاية، لم يتم حاليا، بعدما تم إعطاء الأولوية  لإصلاح الأضرار التي ألحقتها بعدد من الطرقات و الجسور، خصوصا ببلديات الجهة الجنوبية للولاية، من خلال إطلاق عمليات استعجالية قصد فك العزلة عن المواطنين.
و أوضح ذات المسؤول خلال إعطاء إشارة انطلاق عملية تحسيسية حول جائحة كورونا من أمام مقر الولاية، أطلقتها مديرية الشباب و الرياضة و التي تستهدف 21 بلدية عبر تراب الولاية و توزيع 50 ألف كمامة، بأن وزارة الموارد المائية أسندت مهمة مراجعة مشاريع حماية المدن من الفيضانات و التي منحت لمكتب دراسات سيزور الولاية بعد عيد الفطر لمباشرة مهمة إعادة النظر في مشاريع حماية المدن من الفيضانات، سواء بالنسبة للمشاريع الجاري انجازها أو تلك التي لم تنطلق بعد.
مضيفا بأن تعليمات و توجيهات تم إعطاؤها من أجل العمل المنسق بين قطاعي الموارد المائية و الأشغال العمومية مستقبلا، أثناء انجاز الدراسات الخاصة بمشاريع الطرقات و الجسور و المعابر، من خلال التعمق في انجاز الدراسات و عدم الاكتفاء بدراسات سطحية و بالأخذ بعين الاعتبار الأودية الصامتة التي كانت سببا مباشرا في وقوع هذه الفيضانات، على اعتبار وجود 22 واديا تصب في منطقة الحضنة و هو ما يشكل خطرا كبيرا على جميع مناطق الولاية، مؤكدا على أن هناك أسبابا و عوامل أخرى ساهمت في تحول مجاري بعض الأودية و منها وادي بوسعادة.
تصريح الوالي يطابق ما يراه الكثير من المتتبعين و المختصين في مجال البيئة، الذين حذروا منذ سنوات من الإفراط في الاستغلال العشوائي لرمال الأودية و التي ظلت لسنوات تشكل خطرا محدقا ببعض البلديات الجنوبية و منها أمسيف، الخبانة، المعاريف، الشلال و أولاد ماضي و هي من ضمن 37 بلدية مهددة بأخطار الفيضانات عبر الولاية.
ناهيك عن انتشار ظاهرة البناء على حواف الأودية، خصوصا بالعديد من بلديات الجهة الشرقية للولاية التي تهدد السكان بكارثة حقيقية و التي تضاف إلى أخطاء سابقة تسببت فيها سياسات مسؤولين سابقين و لاسيما بالمدخل الغربي لمدينة المسيلة، التي أنجزت جزءا كبيرا من العمارات بالقطب الحضري الجديد حينها فوق أرضية معرضة للفيضانات و هذا ما حدث قبل سنوات قليلة، عندما تسربت مياه الأمطار ليلا إلى أحياء سكنية، حيث تجاوز منسوب المياه في بعض الأحيان المتر، ليتم التدخل عن طريق مصالح الحماية المدنية، من خلال استعمال زوارق مطاطية صغيرة لفك العزلة عن المواطنين القاطنين في الطوابق السفلى.
   فارس قريشي

الرجوع إلى الأعلى