شهدت شواطئ كورنيش عنابة، يومي الجمعة و السبت، إنزالا من قبل المصطافين القادمين من مختلف الولايات المجاورة، بفعل الارتفاع المحسوس في درجة الحرارة.
و غصت شواطئ (شابي، السانكلو، القطارة، عين عشير و طوش) حسب ما عاينته النصر، بالمصطافين كونها الشواطئ الأقرب لوسط المدينة، كما استقطب شاطئ جنان الباي بسرايدي أعدادا هائلة، حيث حُجزت جميع الأماكن الأمامية و بإمكان الزائر أن يكتشف ذلك بمجرد النزول في المنحدر الجبلي بالسيارة، حيث يبدأ الزوار في البحث عن المواقع الأقل تواجدا للمصطافين من بعيد، لحجز آماكن قريبة من الماء.
كما سجلنا خلال جولة على طول الكورنيش، توافدا للمصطافين على متن المركبات و التي كانت تحمل ترقيم أكثر من 10 ولايات شرقية و داخلية، منها (سطيف، قالمة، سوق اهراس، تبسة، قسنطينة، بسكرة، باتنة، الجزائر العاصمة، أم البواقي، خنشلة)، حيث كان الإقبال في الفترة الصباحية كبيرا على شواطئ شابي، سانكلو، القطرة و مع اكتظاظها بالمصطافين، أصبحت الوجهة باتجاه عين عشير، طوش و واد بقراط الذي يصده غالبا العنابيون.
و مع الارتفاع الكبير في درجة الحرارة خلال الأيام الأخيرة و تفرغ بعض العائلات الجزائرية من التزاماتها بخصوص شهادتي التعليم الابتدائي و المتوسط، انطلق موسم الاصطياف الفعلي قبل الافتتاح الرسمي للسلطات المحلية و أصبحت الشواطئ الوجهة الأولى للعائلات و تختلف اختيارات المصطافين خاصة القاطنين بالقرب من الولايات الساحلية، بحسب ما يبحثون عنه، فهناك من يفضل الشواطئ المعزولة رغم بعد المسافة بالبحث عن الهدوء و الابتعاد عن الاكتظاظ حتى و لو كانت تلك الشواطئ غير محروسة و لا تتوفر على المطاعم و غيرها من الخدمات، كما تقصد العائلات شواطئ تتوافد عليها العائلات ميسورة الحال و التي تتمتع بإمكانيات على غرار السيارة، كما هو معروف بعنابة على مستوى شاطئ جنان الباي بسرايدي، فرغم بعد المسافة عن وسط مدينة عنابة بنحو 25 كلم و تواجده في منحدر عند الذهاب، غير أن موقعه و طبيعة الفئة التي تقصده، تجعل الباحثين عن الراحة يقصدونه بعيدا عن ابتزاز المنحرفين و هي أبرز الشواطئ التي يقصدها القادمون من ولاية قسنطينة.
النصر التقت بعائلة قدمت من ولاية خنشلة إلى شاطئ «سانكلو» و كانت لنا دردشة مع رب العائلة، الذي قال بأنه تفاجأ بامتلاء الشواطئ عن آخرها بالمصطافين، حيث كان يعتقد بأن التوافد سيكون قليلا في شهر جوان، الذي اختار فيه عطلته مبكرا كونه موظف، غير أن توقعاته كانت مختلفة مع العدد الكبير بالمصطافين الذين يقصدون الشواطئ، كما أعجبت عائلته بمدينة عنابة الساحلية لما تزخر به من فضاءات متنوعة للراحة و النزهة سواء بعنابة أو سرايدي. و لاحظنا أثناء تواجدنا بشاطئ «السانكلو» انعدام أماكن لركن السيارات، بسبب التوافد الكبير للمصطافين، ما جعل عناصر الدرك المكلفة بتأمين الشاطئ، تتدخل لتنظيم حركة السير.   كما لاحظت النصر اختفاء ظاهرة احتلال الشواطئ بالكراسي و المضلات، حيث كانت كل العائلات تلج للشاطئ بكل راحة دون فرض مكان للجلوس عليها، كما نفذت مصالح البلدية و الدرك الوطني و كذا الشرطة، دوريات من أجل منع احتلال الشواطئ و فرض كراء الطاولات و الشمسيات.
و من حيث الجاهزية، أوضح رئيس بلدية عنابة، الطاهر مرابطي، بأن البلدية وفرت جميع الإجراءات و الجو الملائم من أجل ضمان الترفيه للعائلات على مستوى الشواطئ، مضيفا بأن مصالح البلدية جعلت جميع الخدمات مجانا للموسم الثاني على التوالي، بما فيها حظائر السيارات، حيث لم تقم البلدية بكراء الفضاءات و الترخيص للشباب باستغلال الحظائر و حتى فضاءات التسلية و مختلف الأنشطة التجارية على الكورنيش، جعلتها البلدية مجانية كي لا تزيد الأعباء أكثر على المصطافين، فيما تم تبليغ جميع الإجراءات لمصالح الدرك و الشرطة من أجل مرافقة السلطات المحلية و تهيئة الظروف الجيدة لقضاء المصطافين أوقات مريحة.
و شدد رئيس البلدية على ضرورة احترام المواطن الإجراءات الوقائية و الالتزام بنظافة الشواطئ. و قد حفز تفرغ بعض العائلات من التزاماتها، إلى جانب غلق الحدود البرية مع تونس، الانطلاق المبكر لموسم الاصطياف.             حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى