• إشراك المواطنين و فعاليات المجتمع المدني لحماية الثروة الغابية
أكد المدير العام للغابات، علي محمودي، يوم أمس، على تسجيل أزيد من 300 بؤرة من الحرائق عبر الوطن، منذ بداية العام الجاري 2021 و بالخصوص خلال الفترة الأخيرة، مع اشتداد موجة الحر، ما خلّف خسائر كبيرة في الغطاء الغابي، بعدما تسبّبت في إتلاف مساحة إجمالية فاقت 10 آلاف هكتار، أغلبها بولاية خنشلة، حيث أتت على ما يقارب 8.5 ألف هكتار، أي ما يمثل نسبة92 بالمئة من حجم الخسائر على المستوى الوطني، مشيرا إلى أن أغلب هذه الحرائق كانت ذات طابع إجرامي و بفعل فاعل.
و أشار، مسؤول القطاع خلال إشرافه على اليوم التحسيسي الجهوي للحد من حرائق الغابات و التصدي لظاهرة الحرق العمدي، بدار الثقافة محمد بوضياف، على أن الجزائر لم تنتظر حرائق خنشلة لتدعيم تجهيزاتها و وضع استراتيجية وطنية للتصدي لظاهرة الفعل الإجرامي و الحرائق التي تطال الثروة الغابية و أملاك المواطنين و الفلاحين و المزارعين من المحاصيل الزراعية و حقول و بساتين الأشجار المثمرة، بل بادرت بوضع مخطط وطني منذ السنة الفارطة التي شهدت بتاريخ 5 أوت، اندلاع حرائق مهولة عبر عدد من الولايات، أين بادرت الحكومة حينها بوضع مخطط استعجالي للتصدي لهذه الظاهرة و أعطى حينها الوزير الأول، كما أضاف، تعليمات لاستعمال التكنولوجيات الحديثة في إخماد النيران، على غرار تقنية الدرون و الطائرات بدون طيار و اقتناء الطائرات المخصصة لإطفاء النيران و من ذلك التنسيق مع المركز الوطني للأبحاث التابع لوزارة التعليم العالي لإطلاق تجارب و مخططات نموذجية خاصة بعمليات التدخل مع إدارة الغابات و الحماية المدنية، فضلا عن الشروع في الاجراءات اللازمة لاقتناء طائرات الإطفاء التي ستكون جاهزة، حسب ما أكد عليه خلال العام المقبل.
حرائق خنشلة لم تكن بريئة و من ورائها نوايا إجرامية
و عاد المدير العام للغابات، إلى حادثة الحرائق التي طالت مساحات واسعة من الثروة الغابية بولاية خنشلة، مشيرا إلى أنها لم تكن عادية و بريئة، بل كانت بدوافع و نوايا إجرامية، ما عجل باتخاذ قرارات مستعجلة و إعطاء تعليمات من وزير الفلاحة و التنمية الريفية و السلطات العليا للبلاد للقيام بتنظيم ملتقى وطني بمقر الوزارة، لتجنيد كل فعاليات المجتمع المدني و تسطير مخطط لتنظيم سبعة لقاءات جهوية بحضور ممثلين عن الولايات المتضررة من هذه الحرائق، ثلاث ملتقيات تم تنظيمها بباتنة، تيزي وزو و تلمسان و أربعة ملتقيات بالبرج، البليدة، تيارت و عنابة، لتحسيس المواطنين بضرورة المساهمة في حماية الثروة الغابية و الحفاظ عليها للأجيال القادمة.
و شدد ذات المدير في رده على أسئلة الصحفيين، على أن هذه الملتقيات التحسيسية تنظم بالتزامن مع تشديد العمل الرقابي، للفرق التابعة لمحافظات الغابات، فضلا عن الدور الهام  لرجال الجيش الوطني الشعبي في حماية الثروة الغابية و التنسيق مع مصالح الدرك الوطني التي قامت، حسب ما أكد عليه، بتوقيف حوالي 60 شخصا متهما و إيداع 32 منهم رهن الحبس لتورطهم في جرائم الاضرام العمدي للنيران بالغابات، خلال العام الفارط، فضلا عن تقديم ثلاثة متهمين أمام العدالة للاشتباه في تورطهم في الحرائق التي أتت مؤخرا على مساحات واسعة من الغابات بولاية خنشلة، مؤكدا على أن المديرية و مصالح الأمن ستكون بالمرصاد لمن يريدون تدمير الثروة الغابية.
و أضاف، علي محمودي، بأن حرائق الغابات التي تشهدها بعض مناطق الوطن، استدعت التحرك لتجسيد مخطط استعجالي للتصدي لها و من ذلك اتخاذ الإجراءات الفورية، من خلال تجسيد جملة من العمليات الميدانية بإشراك فعاليات المجتمع المدني و المواطنين بغرض حماية هذه الثروة الوطنية التي تعد مساحتها حسب ما قال قليلة جدا، بالمقارنة مع مساحة الجزائر، إذ لا تمثل سوى 1.7 بالمئة من المساحة الإجمالية.
مضيفا بأن هذه الحرائق تترتب عنها أضرار اقتصادية و بيئية و اجتماعية، ما يتطلب تضافر جهود الجميع و الرفع من مستوى الوعي و التحلي بالمسؤولية من أجل الوقاية و التصدي لهذه الظاهرة عند حدوثها، مؤكدا على ضرورة تعزيز دور المؤسسات، لاسيما التابعة للقطاع، للقيام بدورها الوقائي و التنسيق مع كافة المعنيين بمن فيهم السكان و المجتمع المدني.
و أشار إلى أهمية مثل هذه اللقاءات للرفع من الحيطة و التأكيد على ضرورة الالتزام الفعلي و الناجع للتكفل بحماية الثروة الغابية و وضع مخطط شامل لتفادي الحرائق و تقليص آثارها و مجابهة هذه الآفة، داعيا إلى مضاعفة الجهود للوقاية منها و تجنيد كافة الفاعلين المحليين في عمليات التوعية و التعبئة لتفادي الحرائق و المراقبة و المتابعة الدائمة للمناطق الغابية و إشراك الصيادين و الفلاحين و الجمعيات و فرق الكشافة و غيرها من فئات المجتمع للتحسيس بمكافحة الحرائق و تكثيف حملات الاتصال و التوعية بكافة الوسائل و تنظيم أيام مفتوحة حول أضرار الحرائق و رفع درجة الحيطة و الحذر و تعزيز العمل الجواري، لاسيما وسط السكان القاطنين بجوار الغابات.                    ع/ بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى