تجندت عدة مؤسسات و منها الناشطة في مجال الأشغال العمومية، يومي عيد الأضحى، لمساعدة مؤسسة عنابة نظيفة و مركز الردم التقني و البلديات، لرفع أطنان من مخلفات ذبح أضاحي العيد، لتغطية العجز و رفع الفضلات في موعدها.
و كانت أكبر التدخلات عبر إقليم بلديتي عنابة و البوني، باعتبارهما مدينتين بهما كثافة سكانية عالية، كما سجلت مظاهر سلبية لرمي القمامات في عدة نقاط غير المخصصة لها و كانت بكميات كبيرة، مع رمي الجلود وفروة الأضاحي.
كما سجل انتشار للنفايات بشكل عشوائي وبكميات كبيرة، أدت إلى انبعاث الروائح الكريهة تزامنا مع ارتفاع درجة الحرارة، رغم التزام مؤسسة الجزائرية للمياه بتزويد السكان بالمياه صبيحة العيد، فيما تكررت مشاهد انتشار دم الأضاحي على الأرصفة وأسفل العمارات و الطرقات.
وبالموازاة مع رفع الفضلات، تمت الاستعانة بشاحنات ذات صهاريج من أجل تنظيف الطرقات الرئيسية و أماكن الذبح عبر الأحياء والبلديات، ليكون المحيط نظيفا و خاليا من الروائح الكريهة.
كما عرفت هذه المناسبة الدينية رمي أطنان من الفضلات من مخلفات الأضاحي، خاصة في الأحياء الشعبية، حيث يجتمع الجيران لنحر الكباش بطريقة جماعية، ما خلف فضلات كبيرة و منها فروة الكبش المسلوخ، بالإضافة إلى القرون وكذا فضلات الأحشاء و الأمعاء، وهي الفضلات التي ترافق النفايات المنزلية العادية، ما أدى إلى انتشار روائح كبيرة في الشوارع الرئيسية و الأحياء.
وسجل رمي للجلود في حاويات القمامة و نقاط الرمي العشوائية، دون أن تستغل في تحويلها إلى مصانع الجلود، أو التبرع بها للمساجد، حيث تركت لتتعفن و هو ما زاد من تعقيد الوضع أكثر.
و استنادا لمؤسسة عنابة نظيفة، فقد تم تسخير 41 شاحنة كباسة و 36 شاحنة قلابة مختلفة الأحجام و 8 شحنات، بمشاركة مديرية البيئة، بلديتي عنابة و البوني، مؤسسة الردم التقني و التحسين الحضري.
و حسب المصدر، فإنه و أمام الكم الهائل لمخلفات ذبح الأضاحي، تم اللجوء لمركز العبور المؤقت، قبل تحويلها إلى المفرغة العمومية البركة الزرقاء بالبوني و ذلك للعام الثالث على التوالي.
وتمت الاستعانة بمركز العبور، حسب مصادرنا،  لحل إشكالية العجز المسجل في رفع الفضلات الناجمة عن الذبائح كل موسم، عن طريق استغلال مركز العبور لتفريغ الفضلات، قبل تحويلها إلى المفارغ و مركز الردم التقني ببرحال.
كما ساهمت هذه الخطة لجمع النفايات و مخلفات الأضاحي، وفقا لمصادرنا، في اختصار الوقت و الجهد و جمع جزء كبير من فضلات الأضاحي في أول أيام العيد و عدم تركها إلى اليوم الموالي، فيما يرجع مسؤولو مؤسسة عنابة نظيفة، سبب التأخر في رفع النفايات في الأعوام السابقة، إلى بُعد المفرغة العمومية المتواجدة ببلدية برحال و التي تبعد عن عاصمة الولاية بـ 27 كلم، ما يُعقد مهمة أعوان النظافة في تفريغ أطنان من النفايات لبعد المسافة، حيث يصعب على الشاحنات الوصول في وقت وجيز نتيجة لثقل الحمولة.
و كانت نقطة العبور التي هيأت بمدخل مدينة عنابة في ضواحي ملعب 19 ماي، الحل الأمثل لجمع النفايات في وقت وجيز، حيث تتكفل شاحنات أخرى كبيرة مع آلات الرفع بنقلها كمرحلة ثانية إلى المفارغ و مركز الردم، حيث انطلقت عملية رفع الفضلات بداية من الساعة الواحدة زوالا إلى غاية التاسعة ليلا، لضمان النظافة بجميع الأحياء و البلديات، كما تم تحديد 22 مسارا لمرور الشاحنات خارج نقاط الازدحام و تواصلت عملية رفع النفايات إلى غاية اليوم الثاني من العيد، لضمان جمع مخلفات عمليات الذبح بشكل كامل حفاظا على البيئة و المحيط.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى