أصدر والي عنابة، جمال الدين بريمي، منتصف نهار أمس، قرارا يقضي بغلق جميع شواطئ الولاية، نظرا للتزايد في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19 و تفاديا لتسارع تفشي العدوى، مع تسجيل توافد كبير للمصطافين على شواطئ الولاية تجاوزت 50 ألف مصطاف يوميا باحتساب الشواطئ غير المحروسة و الفترة الليلية.
و أوضح والي عنابة في لقاء صحفي نشطه عقب إصدار قرار الغلق، بأن اتخاذ هذا الإجراء جاء استجابة للطلب الواسع لسكان الولاية و كذا التوافد الكبير للمصطافين بعد غلق شواطئ الولايات الساحلية، مشيرا إلى أن عنابة مدينة ساحلية صغيرة لا يمكن أن تستوعب مصطافي القطر الوطني و اعتبر الغلق نهائيا و ليس مؤقتا حيث قد يدوم إلى غاية شهر سبتمبر. و ذكر بريمي، أن عدد وفيات كورونا هذا الأسبوع، قد يصل إلى 40 وفاة بولاية عنابة، بعد تسجيل الأسبوع الماضي 20 حالة وفاة.
و نفذت قوات الشرطة و الدرك الوطني بعد صدور القرار، إجراءات إخلاء 21 شاطئا مسموحا للسباحة فيها، حيث تم تسخير عدة فرق منها التي استخدمت الدراجات الرباعية الدفع لإرغام المصطافين على المغادرة، فيما لم يعلم أغلب المصطافين بسريان قرار غلق الشواطئ، حتى فاجأتهم عناصر الشرطة و الدرك تبلغهم بالتعجيل في مغادرة الشاطئ، حيث لم يأخذ البعض الأمر بجدية، مما استدعى التعامل معهم بحزم، حيث استمر إخلاء الشواطئ لقرابة ساعتين من الزمن، مع تنظيم حركة السير و حماية المواطنين و مرافقتهم مع عائلاتهم خاصة القادمين من ولايات أخرى. كما منعت الشرطة دخول مواطنين إلى الشواطئ للسباحة لجهلهم بتطبيق قرار الغلق.
و تضمن قرار والي الولاية، غلق جميع الممرات و السلالم المؤدية للشواطئ، مع منع السباحة و الاستجمام بالكورنيش و حركة المشاة بممرر الراجلين المتواجد خلف الإقامة الرئاسية و كذا منع استغلال الشواطئ في ممارسة أي أنشطة تجارية أو ترفيهية، يمكن أن تشدد الإجراءات بوقوف حركة المركبات على طول الواجهة البحرية، التي تستقطب الآلاف يوميا في موسم الاصطياف.
و جاء قرار غلق الشواطئ و تقليل حركة السير على الكورنيش، بعد ارتفاع الإصابات و تسجيل حالات إصابة بالفيروس بالأحياء الساحلية التي تحولت إلى بؤرة للوباء، من أجل عزلها و التحكم في مراقبة الوضعية الوبائية.
بالإضافة إلى تسجيل مصالح الدرك الوطني و الشرطة، لتوافد مئات السيارات يوميا على الكورنيش، تصطف على قارعة الطريق متسببة في ازدحام مروري، أغلبها تنقل العائلات و الأطفال للسباحة في الأيام التي تشهد ارتفاع درجة الحرارة في مشهد مكرر من موسم الاصطياف، حيث وصلت الأعداد بالآلاف خاصة نهاية الأسبوع الماضي، مستغلين الكورنيش كمنفذ للهروب من الحجر المنزلي في الولايات المجاورة.
 و أمام هذه الحركية غير الطبيعية في الظروف الاستثنائية، استدعى إخطار السلطات التي تابعت توافد المواطنين على الكورنيش عبر كاميرات المراقبة، مما دفع والي الولاية لاتخاذ قرار بالغلق الكلي، لالتزام المواطنين بالمكوث في منازلهم و توفير جهد مصالح الشرطة و الدرك في التحسيس و مرافقة عمليات التلقيح.
كما قامت المصالح الأمنية بحث الشباب الذين يملكون التراخيص الخاصة بكراء الكراسي و الطاولات برفعها و تحويلها بعيدا عن الشواطئ. و سجلت جمعيات ناشطة في مجال البيئة بعنابة، ترك المصطافين لكميات هائلة من القمامة بالشواطئ الصخرية، إلى جانب مظاهر سلبية أخرى ظهرت مع إخلاء الشواطئ.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى