تواصل سلطات ولاية قالمة البحث عن الحلول الممكنة لتحريك مشروع المنطقة الصناعية الكبرى حجر مركب، الواقعة ببلدية عين رقادة، حيث انعقد لقاء آخر بمقر الولاية، نهاية الأسبوع الماضي، حضرته مختلف القطاعات المعنية بهذا القطب الصناعي الكبير، الذي يعول عليه كثيرا لتحريك التنمية المحلية و جلب الاستثمارات المنتجة للثروة و مناصب العمل.
و تطرق المجتمعون إلى العراقيل التي تحول دون ربط المنطقة الصناعية حجر مركب بشبكة الطرقات و جلب المياه و الكهرباء و الغاز و بناء أنظمة الصرف الصحي و غيرها من المرافق الأخرى الضرورية لانطلاق المشاريع الاستثمارية المبرمجة.
و منذ إنشائها قبل عدة سنوات بقرار حكومي، لم تعرف المنطقة الصناعية الجديدة حجر مركب أي تقدم على أرض الواقع، بسبب مشاكل التمويل و الدراسات التقنية و الربط بالشبكات الحيوية الضرورية.
و كانت الحكومة قد اتخذت قرارا بتجميد مشروع تهيئة المنطقة الصناعية حجر مركب بقالمة في مارس 2020، عقب تفشي وباء كورونا في البلاد و ركود الاقتصاد الوطني و توجيه كل الجهود الوطنية لمواجهة الجائحة.
و قد تقدمت سلطات ولاية قالمة قبل 6 أشهر بطلب إلى الحكومة، تلتمس فيه رفع التجميد عن هذا المشروع الاستثماري الهام و مساعدة الهيئات المحلية المعنية على إطلاق عمليات التهيئة و الربط بالشبكات الحيوية و تسهيل مهمة المستثمرين الراغبين في إقامة مشاريع لهم بهذه المنطقة، التي تتميز بموقع استراتيجي يشجع على استقطاب كبار المستثمرين من داخل الوطن و من الخارج.
و يأتي اجتماع الهيئة المحلية المعنية بمشروع المنطقة الصناعية حجر مركب، عقب بوادر من الحكومة برفع التجميد عن البرامج الاستثمارية الوطنية المنتجة للثروة و مناصب العمل.
و ستتولى قطاعات المياه و الكهرباء و الغاز و الطرقات و الاتصالات، إعداد دفاتر الأعباء تمهيدا لإعلان الصفقات خلال الأشهر القادمة، حيث يتوقع المهتمون بقطاع الصناعة و الاستثمار بقالمة، وصول الاعتمادات المالية اللازمة لربط المنطقة بالشبكات الحيوية، و مساعدة أصحاب المشاريع على بداية مرحلة البناء، و إقامة الوحدات الصناعية و إدخالها مرحلة النشاط. والمنطقة الصناعية حجر مركب تعد واحدة من كبرى المناطق الصناعية الجديدة بشرق البلاد، حيث تقدر مساحتها الإجمالية بنحو 500 هكتار و تتميز بموقع جغرافي يتوسط عدة ولايات، هي قسنطينة، سكيكدة، أم البواقي و قالمة و يمكن ربطها مستقبلا بالطريق السيار شرق غرب الواقع على بعد 33 كلم  انطلاقا من مقطع ديدوش مراد زيغود يوسف بولاية قسنطينة، و 39 كلم انطلاقا من الحروش بولاية سكيكدة. و ترتبط المنطقة أيضا بشبكة هامة من الطرقات المحلية بينها الوطني 20 و الولائيين 123 و 133، كما أنها تحاذي أنبوب الغاز العابر إلى أوروبا، مما يسهل من مهمة الربط دون تكاليف كبيرة.
و كان من المقرر موافقة الحكومة على تمويل الشطر الأول من مشروع المنطقة الصناعية حجر مركب بعين رقادة على مساحة 140 هكتارا بغلاف مالي قدر بنحو 2 مليار دينار، لكن جائحة كورونا جمدت العملية لمدة تجاوزت 17 شهرا، قبل انفراج الوضع و إحياء جهود بناء هذا القطب الصناعي الكبير.                         فريد.غ   

الرجوع إلى الأعلى