تجاوز الإقبال على التكوين المهني بقالمة العرض البيداغوجي المتاح، في تطور مشجع يعيد للتكوين القاعدي في مختلف المهن و الحرف، مكانته بعد سنوات طويلة من العزوف و التردد.
و قالت مديرية التكوين المهني بقالمة أمس الأربعاء لدى افتتاح السنة الجديدة للتكوين، بأن العرض البيداغوجي المتاح عبر إقليم الولاية يقدر بنحو 4420 منصبا، في حين تجاوز تعداد المسجلين سقف 5200 متربص في مختلف الفروع و التخصصات المتاحة، و هو ما يعادل 118 بالمائة من التشبع و شغل المناصب المتوفرة.
و حسب المشرفين على قطاع التكوين المهني بقالمة، فإن الإقبال الكبير على اكتساب المهن و المهارات الحرفية قد تطور كثيرا في السنوات الأخيرة، بعد أن أدرك الشباب بأن تعلم المهن و الحرف المفيدة هو مفتاح الدخول إلى سوق العمل، و خاصة الأعمال الحرة و الاستثمارات الصغيرة في مختلف القطاعات.
و تعد منحة البطالة التي أقرتها الدولة لفائدة البطالين من خريجي الجامعات و التكوين المهني بمثابة عامل آخر شجع أيضا على الالتحاق بقطاع التكوين للحصول على هذه المنحة بعد نهاية التربص و الاستفادة من التغطية الاجتماعية، في انتظار الحصول على وظيفة أو عمل حر بأحد القطاعات الاقتصادية المجدية، كالزراعة و الصناعة و التجارة و الخدمات.
و يحوز قطاع التكوين المهني بقالمة على إمكانات كبيرة في مجال التكوين النظري و التطبيقي على مستوى 17 مؤسسة، بينها معهدان وطنيان متخصصان، و 13 مركزا للتكوين المهني و التمهين، و ملحقتين للتكوين المهني.
و بلغت درجة التشبع بقسم التكوين عن طريق التمهين سقف 145 بالمائة، و بين 132 و 134 بالمائة بقسمي التكوين عن طريق الدروس المسائية و تكوين النزلاء، و 126 بالمائة بقسم التكوين الإقامي.
و يتوقع أن يواجه قطاع التكوين المهني بقالمة مزيدا من الضغط خلال السنوات القادمة، متأثرا بالتحولات الاجتماعية و الاقتصادية التي تعرفها المنطقة و البلاد برمتها، حيث عاد الاهتمام بالمهن و الحرف القاعدية ذات الأهمية الكبيرة بالقطاع الاقتصادي.
و يمكن للمهن و الحرف التي تعلمها الخريجون من قطاع التكوين المهني أن تفتح لهم آفاقا كبيرة بسوق العمل و الاستثمارات الصغيرة، و خاصة بقطاعات الخدمات و الزراعة و الصناعة، و البيئة.   
و قد أشرفت والي قالمة لبيبة ويناز على افتتاح السنة الجديدة للتكوين المهني و التمهين، بالمعهد الوطني المتخصص قدور جبابلة، و أبدت استعدادها لتقديم المزيد من الدعم لهذا القطاع الحيوي الذي يعد عصب الحياة الاقتصادية في البلاد.               فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى