ستستفيد عنابة من الاتفاقية الموقعة بين وزارة البيئة والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (جي إي زاد) في المجال البيئي، من خلال مشروع حماية البيئة و التنوّع البيولوجي عبر الشريط الساحلي الجزائري، على اعتبار أن هذه الولاية تتربع على شريط ساحلي غني وجاذب للاستثمار، ما يتوجب الحفاظ عليه وحمايته من الثلوث.
و عبرت سفيرة جمهورية ألمانيا بالجزائر، إليزابيث وولبرز، خلال زيارتها لولاية عنابة، أمس، و لقائها بالمسؤولين المحليين، عن اهتمام بلدها بالشراكة مع الجزائر خاصة في ما يتعلق بحماية المحيط و خلق اقتصاد دائم بالتعايش مع الطبيعة، وتحقيق مداخيل جبائية تزيد من حرص الجميع على حماية البيئة.
وأكد والي عنابة جمال الدين بريمي بالمناسبة، بأن هذا المشروع يكتسي أهمية بالغة لحماية الساحل العنابي، ضمن اتفاقية الشراكة الموقعة بين وزارة البيئة والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، و التي رصدت لمشروع حماية البيئة و التنوع البيولوجي في الساحل الجزائري، غلافا مالي قدره 6.2 مليون أورو، إلى جانب تخصيص 4 مليون أورو لتحسين التشريع بخصوص الجباية البيئية.
واستنادا لمديرية البيئة لولاية عنابة، فقد تمت إعادة النظر في الاستراتيجية الوطنية للإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية بالتنسيق بين جميع القطاعات، بخصوص الأنشطة المستدامة و الاستخدام العقلاني للموارد الطبيعية و التهيئة العمرانية المدروسة. كما يجري العمل وفقا للمصدر، على تطوير خطة عمل بالتشاور مع جميع القطاعات في نظام المعلومات الجغرافية الذي سيربط الولايات الساحلية  في البلاد، ما يمكن من الحصول على معلومات فورية و آنية تدعم تنفيذ نظام الإدارة المتكاملة لهذه المناطق. ويهدف هذا المشروع أيضا، حسب مديرية البيئة، إلى تطوير و تثمين الموارد البيولوجية على البر و في البحر و توفير دخل إضافي لسكان المناطق الساحلية، ما ينسجم مع توجيهات رئيس الجمهورية خاصة في مناطق الظل.من جانبها، أشادت سفيرة ألمانيا خلال لقائها مع والي عنابة، بالشراكة الجزائرية الألمانية في المجال البيئي، مؤكدة بأن حكومة بلادها مستعدة للمواصلة و الاستمرار في التعاون مع الطرف الجزائري في مختلف المجالات منها البيئية.
من جهته يساهم نادي "هيبون" للغوص البحري بعنابة، في حماية الحياة البحرية والحد من الممارسات الجائرة، التي تنتهك الطبيعة البحرية وتؤثر على تكاثر وعيش الأسماك، بالساحل العنابي، بفعل رمي النفايات الصلبة بمختلف أنواعها، وكذا انتهاك قوانين الصيد باستخدام تقنيات الجر لصيد السردين والمرجان، ما يؤدي للقضاء على الشعاب البحرية، التي تتغذى منها وتتكاثر فيها الكائنات البحرية. وقال المكلف بالإعلام بالنادي، إلياس باسعيد، في تصريح للنصر، أن النادي بادر إلى إطلاق مشروع جديد سنة 2015 في إطار توسيع و تطوير أنشطته، لغرس الشُعب الاصطناعية بالساحل العنابي أطلق عليه "ديار البحر"، لكن واجهته مشاكل إدارية لوجود فراغ قانوني ينظم العمل البيئي التطوعي داخل البحر.
وأضاف المتحدث أنه وبعد جهود كبيرة مع السلطات المحلية والمركزية، تم الحصول على ترخيص من قبل وزارة البيئة، لتمكين النادي من غرس الشُعب الاصطناعية  بعد 8 أشهر من التوقف. وقد تم تجهيز 5 شعب اصطناعية بأشكال مختلفة وبطول مترين و ارتفاع 1 متر، و صنعت الهياكل من الحديد، وهي أحسن مادة تجلب الطحالب والحشائش، حسب مدرب الغوص والمشرف التقني للمشروع، بليلي فؤاد. و قد غرست الشُعب الاصطناعية بخليج "فيفي" بالساحل العنابي بمشاركة غواصين منخرطين في النادي، وساعدت في تشكل بيوت تحتمي بها مختلف أنواع الأسماك.                  حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى